كثيراً ما تبحث الاعلانات عن وجوه معروفة أو مشاهد مؤثرة ليكون لها وقع قويّ في صفوف المتلقّين، فتلجأ الى المشاهير لهذه الغاية كما تبحث عن مواضيع اجتماعيّة من شأنها ان تؤجج مشاعر المشاهد.
إلا أنّ الاعلان الذي اعتمدته إحدى الشركات العقاريّة لتسويق شققها، تجاوز الاخلاقيّات كلّها بعد أن وضع المرأة في الواجهة مستفيداً من نقاط ضعفها في المجتمع، فتوجّه خصوصاً إلى تلك المعنّفة من قبل الزوج أو الصديق، ليرشدها الى وجوب الهروب وشراء شقة بسعر مخفّض. حيث أن الشركة المذكورة، اختارت موضوع العنف بحق المرأة لتستقطب أكبر عدد من الزبائن، إذ انها وضعت اعلانا عنونته على الشكل الآتي: "شو بعدك ناطرة؟ دفعة اولى 0%، صار فيكي تستقلّي"، وهي أرفقته بصورة تظهر فيها سيّدة تبدو آثار الضرب المبرح واضحة على وجهها.
استعمال موضوع اجتماعي حساس كالعنف الذي تتعرض له المرأة من اجل غايات تجارية اعلانية شكّل امتعاضا واسعا، في وقت هناك، يوميا، نساء يُقتلن على يد أزواجهنّ، فيما تعمل الجمعيّات الحقوقيّة وفي مقدّمها "كفى" من أجل الولوج إلى قوانين تحفظ لها حقّها، فنرى اعلانات مصوّرة تهدف إلى الحدّ من ظاهرة الزواج المبكر "كفيديو الروشة"، وأخرى تكافح قوانين الاحوال الشخصية الظالمة بحق الوالدة والتي تمنعها من رؤية اولادها "كإعلان الفتاة التي هربت من منزل والدها وتبحث عن أمها في وجوه المارة". مايا العمار، الناشطة في جمعية "كفى"، اعتبرت أنّ هذا الاعلان مسيء، لأنّه يستعمل قضيّة اجتماعيّة تحوز في الآونة الأخيرة على أهمية كبرى من أجل زيادة أرباحها الماليّة. غير أنّها أوضحت في حديث لموقع الـmtv الالكتروني إلى انها مرتاحة إزاء الرأي العام الممتعض من الإعلان، ومطالبة الشركة المعلنة بتقديم اعتذار على العمل الذي أقدمت عليه.
إذا، لا تزال المرأة، للأسف، سلعة، يستخدمونها حيناً للإثارة، وأحياناً أخرى للشفقة والاستفادة من وضعها الاجتماعي... وسط ذلك كلّه، كلمة حقّ واحدة تُقال "كفى".
MTV