نتائج اللقاء بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية كانت معروفة قبل ان يحصل. ان العماد لم ينسحب من معركة الرئاسة لا بل شنت وسائل اعلام العماد عون هجوماً حول ترشيح فرنجية وتضامن حزب الله مع عون وحلفائه، من اجل عدم كسر العماد عون، رغم ان حزب الله يؤيد ضمنياً مجيء الوزير فرنجية اذا لم يحالف الحظ العماد عون. والتسوية حالياً سقطت بين عون وفرنجية، لكن للمرة الاولى منذ الفراغ الرئاسي سيتكرس مرشحان لرئاسة الجمهورية، وهما عون وفرنجية.
التقى عون وفرنجية لمدة ساعة، وحضر الاجتماع الوزير جبران باسيل. اما تفاصيل اللقاء، فلم تتم معرفتها، لكن مصدرا خاصا قال للديار ان نتائج الاجتماع كانت سلبية، فعون لم يتراجع عن ترشيحه، وفرنجية ايضاً لم يتراجع عن ترشيجه، مع ملاحظة ان الاكثرية النيابية التي تؤيد فرنجية لا تؤيد عون. وان فرنجية لا يستطيع تجيير كتلة المستقبل المؤلفة من 40 نائباً، وكذلك اللقاء الديموقراطي المؤلفة كتلته من 11 نائباً، وان كتل بري والحريري وجنبلاط لا تؤيد العماد عون.
وعلى صعيد آخر، هناك ضغط دولي لاجراء الانتخابات الرئاسية. وكان لافتاً موقف القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز الذي صرح من بكركي بضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية. كذلك فعل السفير المصري الذي اصر على اجراء الانتخابات الرئاسية من دون معرفة موقف واشنطن ومصر لناحية الاتجاه الذي ستسلكه التسوية.
وقال مصدر خاص للديار ان اجتماع القادة الاربعة الموارنة في بكركي بات مستحيلاً، ولن يجتمعوا لان الخلافات اصبحت كبيرة، وسيد بكركي يريد الحل، فيما القادة الموارنة الاربعة لهم مواقفهم الثابتة ولا يرون في الاجتماع ان تغيراً قد يحصل في مواقفهم.

وفي ظل اجواء الاتصالات المتعلقة بالتسوية الرئاسية وتأييدها من قبل بري، الحريري وجنبلاط، وتقضي بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ورفض العماد عون وجعجع والكتائب لهذه التسوية عقد اللقاء المنتظر بين التيار الوطني الحر وتيار المردة، ووسط اخذ ورد واشاعات احاطت به.
ورغم التكتم الذي ساد اجواء اللقاء، فان المعلومات اشارت الى ان فرنجية وضع العماد عون بتفاصيل اللقاء مع الحريري في باريس وما تضمنه، وعدم تقديم اي التزامات من قبله، خلافاً لما اشيع وانه مرشح لرئاسة الجمهورية، فيما اكتفى العماد عون بالاستماع وسأل عن نقاط المبادرة، وتحديداً حول قانون الانتخابات والمسائل الاقتصادية والامنية، والضمانات لتنفيذها، مع التأكيد ان ترشيحه للرئاسة مستمر وفي الوتيرة نفسها.
وتم الاتفاق على استمرار الاجتماعات. وعلم ان العماد عون لم يتخذ اي موقف بانتظار استمرار الاتصالات. لكن نواب التيار الوطني الحرّ واصلوا انتقاداتهم للتسوية ورفضها واشاعة الاجواء السلبية والتأكيد على ترشيح العماد عون، والغمز من قناة فرنجية. وكذلك فان لقاء عون - فرنجية لم يحمل جديداً ولم يؤد الى اي خرق ايجابي، والامور ما زالت «لا معلقة ولا مطلقة». وبالتالي، فان التسوية مجمدة وتم ترحيلها الى ما بعد الاعياد.
واشارت المعلومات الى ان النائب سليمان فرنجية لم يتمكن من اقناع عون بترشيحه، كما ان عون لم يتمكن في المقابل من اقناع فرنجية بمغادرة التسوية وتمسك كل طرف بترشيحه، مع تأكيد الطرفين على استمرار التواصل والحوار.
لكن مصادر مقربة من التيار الوطني الحر قالت ان زيارة النائب ابراهيم كنعان لبكركي هي للتأكيد على التواصل الدائم مع الراعي والوقوف عند اخر معطيات الشأن الرئاسي الذي دخل مرحلة الاتصالات المسيحية - المسيحية. وهو ما يشجعه غبطة البطريرك. وقد وضع النائب كنعان الراعي في اجواء العماد عون وموقف التكتل، فيما اكد الراعي خلال اللقاء دعمه للتقارب المسيحي الذي وحده يؤسس الى استعادة المسيحيين لزمام المبادرة.
ان اجتماع عون - فرنجية «كسر الجليد»، الا انه لم يحمل جديدا ولم يسجل اي خرق رئاسي، لكن سليمان فرنجية ما زال رئيسا للجهمورية مع وقف التنفيذ.

ـ الخليل واجواء ايجابية من طهران ـ

وفي المعلومات ان المستشار السياسي للرئيس بري علي حسن خليل نقل للرئيس بري اجواء ايجابية من طهران بالنسبة للمبادرة الرئاسية، مع ضرورة اعادة ترتيبها وتأمين الاجماع حولها.

ـ المستقبل: التسوية مستمرة ـ

الصورة السلبية في المقلب العوني تبدو مخالفة عند تيار المستقبل الذي يؤكد نوابه بانه لا بديل عن التسوية، والرئيس الحريري متمسك بها ويعمل على تذليل العقبات عبر التواصل الدائم مع القوات اللبنانية. واوحى نواب المستقبل ان الالتزام بالتسوية هو قرار عند تيار المستقبل، مع التأكيد بان فرنجية هو افضل من العماد عون، وهو ما قاله بوضوح النائب احمد فتفت، والتأكيد بان تيار المستقبل لم يتراجع عن التسوية مطلقا، وكذلك النائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري.
وقالت مصادر سياسية عليمة ان «عرقلة» ترشيح النائب فرنجية لا تعني سقوط مبادرة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، بل ان اعادة اطلاقها تتطلب اتصالات ومشاورات بين كل من فريقي 8 و14 آذار، في ضوء بروز اعتراضات داخل الفريقين على هذا الترشيح، سواء من جانب العماد ميشال عون او من جانب سمير جعجع. الا ان المصادر اعتبرت ان المعترضين على ترشيح فرنجية دخلوا في مأزق لان لا خيار امامهم سوى دعم ترشيح رئيس تيار المردة او اطالة الفراغ في رئاسة الجمهورية الى فترة طويلة. لكن المصادر رجحت اعادة الاعتبار لمبادرة الحريري في خلال الاسابيع القليلة المقبلة، ولو ان الانتخاب بات في حكم المؤجل الى مطلع العام الجديد، بانتظار اللقاء الثاني المزمع عقده بين وزيري خارجية السعودية عادل الجبير والايراني محمد جواد ظريف على هامش المؤتمر الدولي حول سوريا الذي سينعقد في نيويورك في 18 الحالي.
ولهذا ترى المصادر ان المرشح فرنجية هو الرئيس المنتظر للجمهورية، لكن مع وقف التنفيذ.
وفي هذا السياق اوضحت مصادر قيادية في 8 آذار ان حزب الله سيستمر في التزام الصمت طالما ان الحريري لم يعلن رسميا عن ترشيح فرنجية. واضافت انه بعد حصول هذا الاعلان، فمن المتوقع ان يتحرك الحزب باتجاه العماد عون وغيره من قوى 8 اذار لاستكشاف امكانيات التسوية التي كان تحدث عنها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله.