أسبوع يفصلنا عن الموعد المقرر للجلسة الثالثة والثلاثين لانتخاب رئيس للجمهورية، يسوده كلام كثير من جهة، وصمت مريب من جهة أخرى. فهل يكون الصمت مفتاح الفرج لهذا البعض، أم أنه تدبير يدخل التسوية الرئاسية المقترحة في نومة أهل الكهف؟ الرئاسة دخلت في جمود قسري، وهي اذا كانت معادلة داخلية فإن الفيتوات المتبادلة ورفض الثلاثي المسيحي "التيار" و"القوات" والكتائب لها تفرض ارجاءها واعادة تسويقها على نار هادئة، واذا كانت اقليمية فانها ستنتظر مزيداً من العوامل لإنجاحها في ظل الكلام عن لقاءات مرتقبة سياسية وأمنية سعودية - ايرانية في سلطنة عمان.
وعلمت "النهار" ان الاتصالات التي جرت امس أظهرت أن الاستحقاق الرئاسي مرشح للتأجيل الى ما بعد عطلتي الميلاد ورأس السنة نتيجة المواقف المعترضة أو المتحفظة على السواء، وقت سمع المسؤولون المعنيون من عدد من سفراء الدول الكبرى دعوة لعدم تفويت فرصة إنجاز الاستحقاق في وقت قريب بصرف النظر عن الاسماء المتداولة لأن لبنان لا يمكنه أن يتحمل إطالة الفراغ الرئاسي الى أبعد مما وصل اليه. وأبلغت جهات مواكبة "النهار" ان حظوظ انتخاب رئيس في 16 كانون الاول الجاري باتت قليلة لأن الاتصالات لم تنضج بعد. والامر عبّر عنه الرئيس امين الجميّل إذ قال بعد زيارته الرابية إن "الامور ليست ميسّرة في الوقت الحاضر ويجب ايجاد مخرج للوضع الراهن".
واذا كانت الانظار ستتجه اليوم ايضاً الى الرابية محور الحركة السياسية هذه الايام، حيث يعقد لقاء بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه، فإن مطلعين لا يعلقون عليه آمالا كبيرة، اذ سيجدد عون تمسكه بترشيح نفسه ورفضه الانسحاب من السباق الرئاسي. ويؤكدون ان عون سيبلغ زائره الموقف الرسمي لـ"تكتل التغيير والاصلاح" الذي هو أحد أعضائه، والذي يدعمه نواب "كتلة الوفاء للمقاومة".
واعتبر "تكتل التغيير والاصلاح" بعد اجتماعه الاسبوعي امس ان "التهويل بأنّ رئيس "الفرصة"، على ما يسمّون، إن لم يُنتخب لن يكون بعده وبعد اليوم رئيس للجمهورية، فيضمحلّ الاستحقاق ويصبح الشغور لازمة حياتنا الوطنية. هذا التهويل يا جماعة الخير أو الشرّ يصيب الميثاق، أي الطائف الذي ارتضيناه معاً، نحن جميعاً، سقفاً لنا لا نتجاوزه مهما اشتدت الملمّات. هو سقفكم ويجب أن يبقى سقفكم، فلا تفتحوا شهيّة تجاوزه!".
واستبق التكتل لقاء اليوم بالقول: "المهم هو أن عضو التكتّل النائب سليمان فرنجيه قال إنّ العماد عون لا يزال مرشح الخط الاستراتيجي الذي ينتمي إليه، وهذا عبارة عن مصارحة، فتقويم دقيق للوضع، فقرار، من منطلق أن البيت الواحد معني بكل ما يجري مهما كان توصيف ما يجري".

عون - فرنجيه
في الجهة المقابلة، قالت مصادر مواكبة للتسوية الرئاسية لـ"النهار" إن اللقاء الذي سيجمع عون وفرنجيه سيكون "مفصلياً". وهو لا يعني أنه سينتهي الى إعلان العماد عون قبول أو رفض ترشيح النائب فرنجيه وإنما سينتهي الى معرفة "وتيرة مسار" الاستحقاق وهل يكون طويلا تتخلله شروح ومشاريع وأسئلة وأجوبة أم يكون قضية "خطف" الاستحقاق بغالبية نيابية مطلوبة.

 

بكركي
أما البطريرك الماروني الذي دعا الى التعالي عن الانانيات، فانه سيغادر لبنان مجدداً غداً الخميس، وهو تالياً لا يفكر في جمع الاقطاب الاربعة ما دامت فرص انجاح اللقاء معدومة في ظل تمسك كل فريق بمرشحه ورفضه القبول بمرشح تسوية من خارج نادي الاربعة.

الحكومة
حكومياً، نقل عن رئيس الوزراء تمّام سلام قلقه من التعطيل المستمر وتداعياته على البلاد، لكن مصادر وزارية أكدت لـ"النهار" أنه في صدد توجيه الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء خلال أيام "بعدما بلغ ملف ترحيل النفايات خواتيمه"، كما ان فشل المناقصة في قطاع الخليوي امس يدفع في اتجاه عقد جلسة للبحث في الامر.

طوارئ نفطية
في مجال آخر، واصلت لجنة الاشغال العامة والنقل والمياه النيابية في جلستها أمس، برئاسة النائب محمد قباني، مناقشة موضوع النفط والغاز في ظل ما تشهده المنطقة في هذا المجال.
وخلصت الى ان "ما يجري حولنا بالنسبة الى موضوع النفط والغاز كارثة بكل معنى الكلمة، العدو يتقدم ويؤسس لتحالف اقليمي بينه وبين مصر وقبرص، الملف النفطي عند العدو في عهدة رئيس وزرائه شخصياً، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدفع شخصياً بملف النفط. العمل يجري في اتجاه تعاون اقليمي تقوده الشركات العملاقة. كل المنطقة تغلي في الملف النفطي ونحن نيام. نعم، ما يجري حولنا كارثة، المطلوب الآن وفورا اعلان حال طوارئ في موضوع النفط والغاز وتطبيق ما يقرّ بسرعة. علينا إقرار المرسومين المعروفين فوراً، وكذلك المطلوب العمل في اتجاه قبرص لوضع اتفاق. المطلوب استعادة لبنان صدقيته حيال الشركات الكبرى التي ملّت منا ومن نومنا على هذا الملف. الموضوع خطير ويتطلب تضافر كل الجهود".

الثوب الابيض
وفي مقابل سواد أو ضباب يسيطر على الاجواء، أطل الابيض بثوبه الزاهي في القرنة السوداء، مما شجع فريقاً من الشباب على التوجه الى المكان بسيارات ذات دفع رباعي، لكن الجليد أعاق رحلتهم، فلم يبلغوا المكان المنشود، واكتفوا برحلة الى المسافة الاقرب وعادوا بصور جميلة.