تسعى تركيا إلى حل الأزمة مع العراق بسبب نشر قوات تركية شمال شرقي الموصل، من دون تنسيق مع الحكومة المركزية في بغداد، وتتهم أنقرة طهران بالسعي الى إلحاق الضرر بالعلاقات العراقية - التركية خدمة لمصالحها، مؤكدة أن «الهدف المعنوي الأساسي من إرسال تلك القوات قد تحقق»، وهو تذكير الحلفاء في الغرب والمنطقة بدور تركيا في مساعدة الأكراد في الحرب على «داعش»، وبالدور الذي يراهن عليه جزء من العراقيين في تحرير الموصل، إضافة إلى «حماية التركمان» من ريف اللاذقية في سورية إلى تلعفر، في شمال العراق، وهي قريبة من معسكر بعشيقة حيث أرسل الجنود الأتراك.
ورداً على تهديد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باللجوء الى مجلس الامن اذا لم تسحب تركيا قواتها من شمال العراق، قال وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو ان العبادي طلب مراراً مساندة اكثر فعالية من تركيا ضد تنظيم «داعش»، واضاف انه يعتقد ان دولاً أخرى لعبت دوراً في رد فعل العراق تجاه نشر القوات التركية. وأكد شاوش أوغلو ان واجب الحكومة التركية توفير الامن لجنودها «الذين يقومون بالتدريب هناك».
وفي مقابلة مع محطة «كانال 24» التلفزيونية التركية قال شاوش أوغلو إن السياسات الطائفية لإيران خطيرة على المنطقة. وأضاف أن تركيا طالما دعمت إيران وتريد الحفاظ على علاقات طيبة معها، لكنه دعا طهران لأن تنأى بنفسها عن «المزاعم والافتراءات» من دون أن يوضح ماذا يقصد.
وقال مسؤول تركي الاثنين ان بلاده لا تنوي سحب قواتها التي انتشرت الأسبوع الماضي قرب مدينة الموصل في شمال العراق، على رغم المهلة التي حددتها السلطات العراقية. وأضاف «هذا يتوقف على المناقشات. لكن من الواضح أننا نعلم من ضباطنا في الميدان، ومن طلبات مختلف الجماعات هناك ومن مباحثاتنا مع الحكومة المركزية (في بغداد) ومع سلطات اقليم كردستان، بأنها ستبقى».
وتقول أنقرة، ان وجود هذه القوات يدخل ضمن عملية «تبديل عادي» في اطار تدريب القوات المسلحة الكردية، والمقاتلين السنّة المعادين لتنظيم «داعش».
وكان شاوش أوغلو اتهم «دولاً جارة بالصيد في الماء العكر وافتعال الأزمة» في إشارة إلى طهران. وقالت مصادر ديبلوماسية تركية إن أنقرة «لن تعطي طهران هذه الفرصة»، متطلعة إلى زيارة كان مخططاً لها سابقاً لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي لتجاوز هذه الازمة، خصوصا أن هذه الزيارة – ان تمت – ستأتي بعد زيارة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الى تركيا التي تبدأ اليوم، وقد أكد بارزاني مسبقاً التنسيق مع تركيا لدخول تلك القوات.
من جهة أخرى، قالت مصادر عسكرية أن نشر القوات التركية في شمال العراق هدفه حماية المدربين، خصوصاً بعد حصول أنقرة على معلومات عن تعاون روسي مع حزب «العمال الكردستاني»، بعد إسقاط المقاتلة الروسية «السوخوي»، واحتمال وجود خطة «انتقامية» تستهدف المعسكر في بعشيقة.