يوم امس هو يوم بيانات المكاتب الاعلامية للاحزاب والتيارات في ضفتي 14 و8 آذار. فالاولى خاطبت جماهيرها "لوقف التعرض لقياداتها وتحديداً الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم الانجرار الى السجالات". وسارعت الثانية، لا سيما التيار الوطني الحر الى نفي اي زيارة للمرشح " الخصم" رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية للرابية او الغاء مواعيد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بهدف استقباله، فيما حزب الله معتصم بالصمت وركّز جهوده ومواقفه على ملف حجب قناة المنار عن عرب سات. فقضية المنار وعربسات لم تمر بسهولة لدى حزب الله، فنائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم سأل في تصريح للمنار: هل حقيقةُ السعودية مخزية إلى درجة عدم احتمال الصورة التي تعكسها قناة المنار والمقاومة؟
واعرب المراقبون عن تخوفهم من ان تكون الحماوة السياسية، مؤشرا الى اندثار التسوية الرئاسية والعودة مجددا الى مربع التعطيل والجمود الذي تحذر منه بكركي ويلفت الى خطورته العاملون على خط تسويقها.
تحت سقف هذا الاشتباك يتحرَّك الملف الرئاسي ولكن بشيء من الفرملة الواضحة. فمع بدء الاسبوع الثالث على لقاء باريس، لم تُسجّل أي خطوة نوعية يمكن ان تُشكِّل مؤشرًا إلى المسار الذي يسلكه هذا الملف، ولولا بعض الأخبار المتفرقة لكَان الملف تراجع إلى دائرة النسيان. فمن الرابية جاء ان العماد عون لم يُلغِ مواعيده اليوم, وأن لا زيارة مرتقبة للنائب سليمان فرنجيه.
فبعد ان تبددت سكرة النجاح بترشيح رئيس المردة بدأت الفكرة والسؤال المركب الاكثر الحاحاً، كيف يمرر ترشيح فرنجية من دون التضحية بالعماد ميشال عون ومن دون اسقاط عمارة الرابع عشر من آذار؟

الدكتور سميرجعجع من جهته طمأن الى أن "مهما حصل، 14 آذار باقية، مع أن البعض نعاها منذ الآن، ومرة جديدة لن يصح الا الصحيح". وفي ما يشبه رفضا مبطنا للتصويت لفرنجية، قال جعجع خلال العشاء السنوي لمصلحة القطاع العام في "القوات" الذي أقيم في معراب "أي خطوة تخدم مشروعنا السياسي نسير بها والعكس صحيح، وبالتالي ورغم كل ما يطرح لن نسير إلا بما نحن مقتنعون به وفي شكل يخدم قضيتنا والمشروع الذي نؤمن به".

في غضون ذلك، لفت وزير الزراعة أكرم شهيب الى أن "الرسائل بين المختارة وبنشعي متواصلة"، متمنياً على هامش زيارته محمية حرج اهدن "اجتياز العراقيل لنجاح التسوية وانتخاب النائب فرنجية رئيساً، لما يحمل من صفات".