ما يقارب السنة ونصف السنة قد تكون فترة كافية على الفراغ الرئاسي في البلاد، حيث أدى هذا الفراغ إلى تعطيل الدولة ومؤسساتها بشكل شبه كامل، وبدا لبنان جراء ذلك دولة ضعيفة أمام الاستحقاقات والتحديات التي تشهدها المنطقة.
ومع انطلاق بوادر التسوية الجدية التي ظهرت مؤخرا، عاد الأمل الى اللبنانيين بوصول رئيس عتيد الى قصر بعبدا يعيد الحياة السياسية في البلاد الى مكانها الصحيح، ويبدأ ورشة العمل لإنقاذ ما تبقى بعد الفوضى الكبيرة التي خلفها الفراغ على كامل المؤسسات والملفات .
إن هذه الفرصة المتاحة اليوم وبغطاء دولي وبموافقة الدول المعنية بالشأن اللبناني يجب أن يستغلها اللبنانيون الى أقصى الحدود، مع ضرورة العمل على عدم تفويت هذه الفرصة .
ولذا فإن جميع الأفرقاء اللبنانيين سيما الزعماء منهم مدعويين إلى تحمل مسؤولياتهم بجدية ومسؤولية ووطنية وإنقاذ البلاد عبر اغتنام هذه الفرصة المتاحة اليوم للخروج من هذه الأزمة والبدء بمعالجة الملفات السياسية والحياتية في البلاد .
إن العودة إلى نقطة الصفر في هذا الملف تعتبر هزيمة مدوية للجميع وتعتبر خيبة أمل كبيرة ستؤدي الى مزيد من الإحباط والتردي الذي تشهده البلاد .
وإن استمرار التعطيل وتغطيته بوجود هذه الفرصة المتاحة اليوم للتسوية لن يكون مقبولا بعد اليوم من اللبنانيين وسيتحمل المسؤولون عن التعطيل والفشل مسؤولياتهم أمام الوطن والتاريخ .