إضافة إلى المواجهة العسكرية والأمنية في مواجهة التطرف والعنف والتخلف، تحوّلت العاصمة اللبنانية بيروت إلى جبهة ثقافية متقدمة في هذا الصراع من خلال احتضانها لعدد كبير من الندوات والمؤتمرات والأنشطة في مواجهة العنف والتطرف والبحث عن الأشكال المناسبة للمشاركة في هذا الصراع.
ففي الأسبوع الماضي انعقد في لبنان مؤتمران مهمان حول مواجهة التطرف ، الأوّل بدعوة من رابطة أصدقاء كمال جنبلاط ومؤسسة فريدريش ايبرت الالمانية تحت عنوان : الشرق الأوسط ومخاطر التطرف الديني والثاني بدعوة من مؤسسة الدراسات في وزارة الإعلام وبالتعاون مع المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية وكان تحت عنوان وسائل التواصل الجديدة وخصصت فيه عدة جلسات حول علاقة الإعلام الإلكتروني بمنظمات التطرف وكيفة مكافحة التطرف الديني، وقد شارك في هذين المؤتمرين عدد كبير من الباحثين والمفكرين وأساتذة الجامعات والإعلاميين الذين قدموا أفكار وإقتراحات عملية في هذه المواجهة والتي تتركز حول أهمية الإصلاح الديني والسياسي.
وفي هذا الأسبوع تشهد بيروت عدة نشاطات ومؤتمرات حول مواجهة التطرف فتستضيف مؤسسة الإمام الحكيم المفكر العربي الدكتور الطيب تيزيني حول مخاطر تنظيم داعش وكيفية مواجهته وذلك في الساعة السادسة من مساء الأربعاء.
وبدعوة من ملتقى الاديان والثقافات للتنمية والحوار ينعقد مؤتمر موسع طيلة يوم الخميس المقبل في قرية الساحة التراثية تحت عنوان : المواطنة واقع وتحديات وهدف المؤتمر تعزيز الإنتماء الوطني والتعددية في مواجهة التطرف والعنف.
ويوم الجمعة ينعقد مؤتمران مهمان الأول في اوتيل كومودور وبدعوة من بيت المستقبل وبالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور الالمانية تحت عنوان: طرق مبتكرة لمواجهة التطرف العنفي، والثاني في قصر الاونيسكو وبدعوة من وزارة الثقافة واللجنة الوطنية للاونيسكو وبمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس منظمة الامم المتحدة ااتربية والعلم والثقافة( الاونيسكو) والمؤتمر بعنوان : الثقافة ومواجهة العنف والتمييز في عالم متحول .
وكل هذه النشاطات اضافة للعديد من الندوات واللقاءات الفكرية والإصدارات العلمية والفكرية كلها تساهم في كشف مخاطر التطرف والعنف والعمل من أجل مواجهته ، مما يؤكد اهمية الدور الثقافي والاعلامي والفكري والوعي الديني في هذا الصراع الخطير الذي ينتشر في انحاء العالم ولذا فان الجميع مطالب بالمشاركة في هذه المواجهة قبل ان نغرق في بحر من الدماء.