قبل أن يستفيق مستقبليو طرابلس من زجر الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري لهم، قبل أسبوع، لاحتجاجهم على مبادرة رئيس تيارهم سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، حتى عاجلهم «الشيخ أحمد»، ومعهم كل المعترضين في التيار الأزرق، بموقف لا يقل حدّة في كلمته السبت أمام وفد اتحاد العائلات البيروتية.

في المرة الأولى، احتدّ «ابن عمّة» الرئيس الحريري في وجه المعترضين، حاسماً بأنه «عندما يقول الرئيس سعد الحريري كلمته في أي مبادرة، لا كلمة تعلو فوق كلمته في تيار المستقبل». وفي المرة الثانية حذّر رافضي المبادرة داخل التيار وخارجه من أنه «إذا فشلت التسوية واستمر الفراغ لأشهر عدة، فلن ينتخب رئيس للجمهورية على نار باردة بل بالدماء»!


هذه «لهجة جديدة وصادمة لمناصرينا في طرابلس والشمال قبل خصومنا، أقله من حيث الشكل»، بحسب تعبير أكثر من مسؤول في المستقبل. فـ «قيادة التيار لطالما تغنت، في انتقادها لحزب الله، بأننا حزب ديمقراطي لا حزب شمولي».
كلام الحريري الأخير أصاب مسؤولي المستقبل بإرباك كبير وألزمهم الصمت إزاء انتقادات وتساؤلات، من بينها: «إذا كان تيار المستقبل حريصاً على انتخاب رئيس للجمهورية، ويقبل بانتخاب رئيس من فريق 8 آذار، فلماذا لم يوافق من الأساس على انتخاب ميشال عون وأنهى أزمة الفراغ وأعاد الانتظام إلى المؤسسات الدستورية؟».


ويشير أحد كوادر التيار إلى أن الرئيس الحريري «لا يمكنه أن يقول للناس في يوم أنا متطرّف سيروا خلفي، وفي يوم آخر أنا معتدل فاتبعوني. بعض الناس لا يقبلون هذا الكلام، وهم ليسوا غنماً».


وطرحت تساؤلات في أوساط الحلقات المعترضة عن مغزى كلام «الشيخ أحمد» عن «الانتخاب بالدماء»، و»هل يريد توريط شباب الطائفة السّنية في مغامرة عبثية على غرار ما حصل في 7 أيار 2008، عندما سيق شبان طرابلسيون وشماليون إلى بيروت للدفاع عنها في مواجهة حزب الله، وبعضهم لم يكن يحمل سوى العصي، وأكثريتهم لا تعرف كيف تنتقل من شارع إلى آخر في العاصمة؟».


أما خارج قواعد التيار الأزرق، سواء المتحالفة معه أو التي على طرفي نقيض منه، فليست الانتقادات أقلّ حدةً، إذ «بات واضحاً أن التيار لا يُحسن إدارة الأزمات، ولا يجيد ابتكار الحلول لمشاكل معظمها من صنع يديه»، بحسب مصادر شمالية.