مقرات القادة السياسيين من عين التينة الى بيت الوسط مروراً بالمختارة وبنشعي ومعراب والرابية وبكفيا لا تهدأ ليل نهار وعلى مدار الـ24 ساعة، مع تأكيد الجميع، ان الاسبوع الحالي سيكون اسبوعاً حاسماً بالمواقف والمحطات واللقاءات، من اجل انضاج الاستحقاق الرئاسي او تطيير التسوية واستمرار الفراغ.
جبهة المرشح الرئاسي سليمان فرنجية ثابتة بتأييده من الرئيس نبيه بري الى سعد الحريري الى وليد جنبلاط، وهناك جهد لتذليل عقبات 14 آذار. ويتولى الامر الرئيس سعد الحريري شخصياً، وحسب اوساط تيار المستقبل، قبل اعلان الترشيح بشكل رسمي. ولذلك لم تجزم اوساط المستقبل عودة الحريري الى بيروت خلال الـ48 ساعة المقبلة كما ذكر، وربما تأخرت الى بعض الوقت لانضاج الاتصالات، وربما اعلن الحريري ترشيح فرنجية بشكل رسمي من الرياض، وعبر بيان رسمي قبل عودته الى بيروت للمشاركة في جلسة 16 كانون الاول الرئاسية، اذا حسمت الامور لمصلحة فرنجية، وإلا ستتأجل العودة الى ما بعد الاعياد، حيث ستحدد جلسة لانتخاب الرئيس مطلع العام المقبل من قبل الرئيس بري.
وفي المعلومات ان النائب سعد الحريري يخوض اتصالات مضنية مع القوات اللبنانية، وتحديداً مع الدكتور سمير جعجع «بالواسطة»، بعد ان ذكرت معلومات ان جعجع «اعتذر» حتى الآن عن الرد على اتصالات الحريري بدواع كثيرة لانه يشعر ان الحريري وجه إليه «طعنة» بالصميم جراء اختياره وموافقته على فرنجية. وفي المعلومات، ان القوات اللبنانية تعقد «خلوة» ستستمر لـ48 ساعة برئاسة الدكتور جعجع وفي ضوئها ستقرر موقفها النهائي الذي بات محسوما برفض التسوية. وكان نواب القوات اللبنانية واضحين، لجهة التأكيد اذا رست الامور بين عون وفرنجية انهم سيختارون عون. كما ان ايحاء جعجع بترشيح عون ليس مناورة اذا اصر حلفاء فرنجية على ترشيحه.
وأشارت معلومات الى امكانية عقد لقاء بين عون وجعجع لإعلان خلاله رفضهما لفرنجية، وهما يعملان على ان يكون لقاء الرفض «ثلاثياً» بانضمام سامي الجميل اليهم.
واشارت معلومات الى «ان عشاء الرابطة المارونية شهد نقاشات حادة حول الملف الرئاسي، وان البعض من القوات والعونيين ذكّر بمرحلة 89 والاطاحة بمعادلة ريتشارد مورفي بانتخاب مخايل الضاهر، رغم الدعم الاميركي والسعودي والسوري، فرد احد السياسيين الموارنة مذكراً بنتائج ذلك الرفض على المسيحيين والدخول السوري الى المنطقة الشرقية، ومغادرة عون ودخول جعجع الى السجن، وتحكم الفريق المسلم بالبلد مذكراً انه لا يجوز المقارنة بين المرحلتين. هذه الصورة هي في المقلب المسيحي حسب اوساط سياسية متابعة.
وفي المقابل رجحت اوساطا عليمة قيام النائب سليمان فرنجية بزيارة العماد ميشال عون خلال اليومين المقبلين، وان الاجتماع كان متوقعاً منذ ايام، لكن وفاة شقيق العماد عون اجّلت الاجتماع. وحسب الاوساط فان الاجتماع سيكون للتشاور في موضوع ترشح فرنجية لرئاسة الجمهورية، وما كان حصل بهذا الخصوص منذ الاجتماع الباريسي بين رئيس تيار المردة ورئىس تيار المستقبل سعد الحريري. ورأت انه في ضوء هذا الاجتماع وما يمكن ان ينتهي، سيتقرر الكثير بما يتعلق بالموقف المشترك من الاستحقاق الرئاسي. لكن الاوساط اوضحت ان العماد عون لا يزال على موقفه، خصوصاً ان احداً حتى الآن لم يفاتحه بموضوع ترشيح فرنجية، وبالتالي لم يغير رأيه في هذا الملف.
وفي هذا هذا الاطار، قالت الاوساط ان حزب الله يترك موضوع ترشح عون للموقف الذي قد يتخذه الاخير. اضافت ان الحزب لن يمارس اي ضغوط على عون، بل ان اكثر من رسالة اوصلها الى الاخير منذ الاجتماع الباريسي، يؤكد له فيها استمرار دعمه له في الملف الرئاسي وما يقرره بهذا الخصوص.
الى ذلك، قالت الاوساط ان بعض الاطراف السياسية الداخلية متفائلة جداً بامكان حصول جلسة الانتخاب الاسبوع المقبل، بما في ذلك الرئيس نبيه بري. اضافت ان هذا التفاؤل يعود الى المعطيات الخارجية الاقليمية والدولية والتي تدفع باتجاه التشريع في انتخاب فرنجية. ورأت ان ما يحصل من «كباش» داخلي سببه سعي بعض الاطراف الى تحسين شروط التسوية.
ـ بري: لماذا الحملة على الحريري؟ ـ
ويقول الرئيس نبيه بري «انه متضايق من الاتهامات التي يسوقها البعض بأن المسلمين يختارون رئيس الجمهورية»... وقال «هذا القول مردود» فالحريري وجنبلاط والسيد نصرالله كلهم اختاروا واحداً من الاقطاب الموارنة الاربعة، مع العلم ان كل واحد منا له مرشحه من خارج الاربعة ايضاً.. ما هي الجريمة التي ارتكبها الحريري ؟ فقد اتفق الاقطاب الموارنة الاربعة على القبول بأي واحد منهم»، «شو عدا ما بدا؟» ما سبب هذه الهجمة من البعض على فرنجية؟ مع العلم ان هذه القاعدة اتبعت في لقاء بكركي. واضاف بري : الحريري سابقاً رشح جعجع، والسيد نصرالله رشح عون، ولو اتفق الاربعة على واحد منهم لكان التزم به المسلمون.
واشارت اوساط نيابية الى انه اذا لم تحصل الانتخابات الرئاسية في جلسة 16 كانون الاول، فان لا جلسة رئاسية ثانية قبل الاعياد، وسيحدد موعد الجلسة المقبلة مطلع العام المقبل.
اما النائب وليد جنبلاط فيؤكد للمحيطين به ان فرنجية هو «الفرصة»، وعلى القوى المسيحية تلقفها، لان فشلها يعني دخول البلاد في فراغ طويل، علماً أن وزير الزراعة اكرم شهيب سيزور بنشعي اليوم ويتناول الغداء الى مائدة فرنجية للتأكيد على موقف جنبلاط بدعمه، علماً ان جنبلاط اعلن امام المقربين انه لا يمكن ان يوافق على وصول عون او جعجع او الجميل الى رئاسة الجمهورية، واذا كانت لديهم هواجسهم، فنحن لنا هواجسنا، ويؤكد جنبلاط «انه من قام بتسويق فرنجية مع بري والحريري».
في المقابل، فان حزب الله على صمته وموقفه بات معروفاً، ولن يتخلى عن عون، في المقابل فان رئيس التيار الوطني الحر مطمئن جداً الى موقف السيد نصرالله.
الصورة ستظهر خلال اسبوع، وفرصة سليمان فرنجية متقدمة ولم تسقط بعد، رغم اعتراضات القيادات السياسية المسيحية، فيما موقف «بكركي» كان مؤيداً للمبادرة ولانتخاب رئيس، رغم ان المعلومات تحدثت عن اجواء «عاصفة» خيمت على اجتماع المطارنة الموارنة الشهري، في ظل انقسامات الرأي.
وفي المعلومات ايضاً ان السفير الفرنسي يقوم باتصالات واسعة مع مختلف الاطراف المسيحية، وانه طلب مواعيد للقاء العماد عون والدكتور جعجع وان المواعيد لم تحدد بعد، خصوصاً ان الاتصال الذي اجراه الرئيس هولاند بالنائب سليمان فرنجية اظهر الدعم الفرنسي لفرنجية، بعد لقاء هولاند بالحريري، وهذا ما ترك انزعاجاً لدى عون وجعجع.
الاسبوع الحالي سيكون حاسماً والانقسام كبيراً بانتظار الساعات المقبلة، لكن الساعات الماضية حملت اشارات دعم دولية واقليمية لفرنجية، واكدت ان خيار ترشيحه ابعد من سعد الحريري ولقاء باريس.