ما زالت اسهم الوزير فرنجية قوية لانتخابه رئيسا للجمهورية لكن الدكتور سمير جعجع سيرشح العماد ميشال عون من الآن حتى يوم الثلثاء والامور تخربطت على مستوى الرئاسة. لن يتدخل حزب الله مع العماد عون وطلب من الوزير فرنجية ان يتفاوض مباشرة مع العماد عون حول موضوعه لان حزب الله يعتبر عون مرشحه وحليفه ويؤمن له تغطية مسيحية كبيرة واذا كان فرنجية يريد اقناع عون بالانسحاب فعليه التفاوض مباشرة مع العماد عون لان حزب الله لن يطلب من عون الانسحاب بل سيلتزم بالقرار مع العماد عون.
عنصر الوقت ليس لصالح الوزير سليمان فرنجية بل كان يجب عندما أُعلن عن اجتماع الحريري - فرنجية في باريس ان يعلن الرئيس سعد الحريري فورا تأييده للوزير سليمان فرنجية وتحصل مشاورات سريعة وانتخابات سريعة، الا ان عنصر الوقت لم يكن لصالحهم فتأخروا وكلما تأخر الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري تخربطت الأمور، وأصبحت الرئاسة اصعب على الوزير سليمان فرنجية من الأول.
حاولت السعودية مع الدكتور سمير جعجع ترتيب الأمور فرفض الدكتور جعجع حتى الان، واتصل الرئيس سعد الحريري بالدكتور سمير جعجع فلم يردّ الدكتور جعجع على الخط، وقطع علاقته مع الرئيس الحريري معتبرا انه طعنه في ظهره، والرئيس الحريري يعرف مدى الخلاف العميق بين جعجع وفرنجية فكيف يرشح الحريري الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، وبين الدكتور جعجع والوزير سليمان فرنجية تاريخ من الصراع ولو تصالحا فما زال الخلاف موجودا في العمق حتى الان.
اعتقدوا ان السفير السعودي يزور الدكتور جعجع ويحل الأمور، فرفض جعجع استقبال السفير السعودي وتلقى دعوة لزيارة المملكة، وحتى الان، وفق المعلومات، يبدو انه لم يذهب الى السعودية ولم يزرها وما زال جعجع معاندا ترشيح الوزير سليمان فرنجية وضد انتخابه رئيسا لا بل ان الدكتور جعجع تقول المعلومات غير المؤكدة انه يسير باتجاه ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية ردا على ترشيح الرئيس الحريري للوزير سليمان فرنجية.
وهنا اذا قام الدكتور سمير جعجع بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية فان القول الذي كان يقوله الرئيس سعد الحريري للعماد ميشال عون المشكلة ليست معي، المشكلة يا جنرال بينك وبين المسيحيين، فاذا اردت الوصول للرئاسة، عليك ان يكون حولك اجماع مسيحي، فاذا قام الان الدكتور سمير جعجع وأيد العماد ميشال عون والكتائب لم تكن بعيدة عن ترشيح العماد ميشال عون، فان شبه اجماع مسيحي يكون حول العماد عون، وبالتالي لا يعود بقدرة الرئيس سعد الحريري ان يقول للعماد عون لا لترشيحك، لكن الرئيس الحريري ملتزم بترشيح الوزير سليمان فرنجية ويؤيده وتفاهم معه على كل النقاط. والوزير سليمان فرنجية لن ينسحب بعد الان وسيستمر بمعركته مدعوما من الرئيس نبيه بري والوزير وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري، وكتلة الوزير سليمان فرنجية المسيحية، إضافة الى بعض النواب خارج 8 و14 اذار الذين يؤيدون الوزير سليمان فرنجية، والجنرال سيكون مؤيداً من حزب الله ومن التيار الوطني الحر ومن نواب من تكتل التغيير والإصلاح، وبعض النواب المستقلين. وسيتم تعطيل النصاب من جديد وتعود الانتخابات الى نقطة الصفر، طالما ان العماد عون يقول انه لم يسمع بعد بترشيح الوزير سليمان فرنجية وان نوابه ماريو عون وحكمت ديب يقولون لم نسمع بترشيح الوزير سليمان فرنجية جديا، وهنالك اقوال في الصحف عن ترشيحه. اما الوزير سليمان فرنجية فلم يعلن ترشيحه بعد رسميا، وعندما يعلن ترشيحه يكون لنا موقف. وهذا يعني ان العماد ميشال عون وضع فيتو كبير على الوزير سليمان فرنجية، وهو لا يقبل بذلك، وخابر حزب الله بأنه لا يقبل بترشيح الوزير سليمان فرنجية، وطلب تضامن حزب الله معه الذي جاوبه بأنه يتضامن معه ويبقى معه في معركة رئاسة الجمهورية.
وبالنسبة لكتلة الرئيس نبيه بري، يرى العماد ميشال عون ان الرئيس بري اذا أيد الوزير سليمان فرنجية وانتخبه، فان ذلك يحسبه على حزب الله لان حزب الله يؤثر على الرئيس نبيه بري مهما كان الرئيس نبيه بري مستقلا ولديه حرية حركة، لان حزب الله يجب ان يؤثر على الرئيس نبيه بري ولا يجعله يكون ضد العماد ميشال عون.
وبالتالي، نعود الى عنصر الوقت الذي يمر، وكلما مر تخربطت الأمور وعادت انتخابات الرئاسة الى نقطة الصفر.
سوريا ما زالت على الحياد بين الوزير سليمان فرنجية والعماد ميشال عون، بدليل انها لم تتدخل لدى حزب الله وتطلب منه تأييد الوزير سليمان فرنجية، والرئيس الاسد قال للذين زاروا دمشق كلاماً واضحاً «اذهبوا وتشاوروا مع السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله فهو موضع ثقة من قبل سوريا وتشاوروا معه والرأي الذي يتبناه حزب الله تؤيده سوريا»، وحزب الله لن يترك العماد ميشال عون لانه يعتبر ان العماد عون وقّع معه ورقة تفاهم يوم كانت أكثرية الأحزاب المسيحية ضد حزب الله، ولذلك نختم بالقول ان الأمور تعقدت وتخربطت ودخلنا المجهول، رغم ان حظوظ الوزير سليمان فرنجية ما زالت قوية.
على كل حال يبدو ان الاطراف السياسية ليست مستعجلة لانتخاب رئيس للجمهورية وتريد التريث من اجل التحاور، فليس من الضرورة انتخاب فرنجية في 16 كانون الاول المقبل، ويمكن الانتظار الى ما بعد موسم الاعياد وعندها تجري الانتخابات الرئاسية ومن ينل اصوات الاكثرية في المجلس النيابي يتم انتخابه رئيساً للجمهورية.