بعيداً عن التصعيد المتدرّج من جانب التيّار «الوطني الحرّ» إزاء مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية والذي عبّر عنه رئيسه الوزير جبران باسيل برفضه «التضحية بالذات من أجل مصالح الآخرين»، وبتمسّكه برئيس جمهورية «يمثّل اللبنانيين»، مقابل تأكيد فرنجية مساء «أينما كنا لن نختلف مع الجنرال (ميشال) عون»، واصلت بكركي أمس دعم هذه المبادرة التي دعا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى مقاربتها «على أساس من التجرُّد والتعالي عن المصالح الشخصية والفئوية». فيما أكّد النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم أنّ البطريرك «يحثّ الجميع على القبول بهذه المبادرة»، كاشفاً لـ«المستقبل» أنّ الأقطاب الموارنة الأربعة «توافقوا في بكركي على أنّ ترشيح كلّ منهم للرئاسة مقبول من الآخرين، وتعهّدوا أنّ أحداً من الأربعة لا يضع فيتو على الآخر».

وقال المطران مظلوم الذي كان شاهداً في اجتماع الأقطاب الذي عُقد برعاية الراعي في بكركي مساء 28 آذار 2015 إنهم «اتفقوا خلال هذا الاجتماع على أنّ الأربعة مرشّحون»، مضيفاً أنّ الدكتور جعجع «اتّصل يومذاك بغبطة البطريرك معتذراً عن عدم الحضور (لأسباب أمنية كما ورد في بيان بكركي) مؤكداً له التزامه بما يتّفقون عليه، ثم جرى إطلاع الدكتور جعجع على نصّ البيان الختامي ووافق عليه».

الحريري فتح الباب

وإذ ذكّر مظلوم بأنّ النائب فرنجية واحد من الأقطاب الأربعة و«ابن الكنيسة»، أكّد لـ«المستقبل» أنّ البطريرك الراعي «يتواصل مع جميع الأقطاب لمعرفة مواقفهم ويحثّهم على القبول بهذه المبادرة الحدث التي تفتح الباب أمام تأمين انتخاب رئيس ووقف الفراغ المستمر منذ عام ونصف العام».

وكان مظلوم قال في تصريح لوكالة «أخبار اليوم» أمس إنّ «من حق كل فريق أن يقترح وينتخب ويشارك، بل على كل لبناني أن يقترح، ومنذ سنة ونصف السنة لم يقدم أحد على أية مبادرة لا سيما من قِبَل المسيحيين والموارنة تحديداً، وبالتالي لا يحق لأحد أن يعتب إذا جاء زعيم من طائفة أخرى ليقدّم مبادرة للحلّ»، مؤكداً أنّ الرئيس سعد الحريري «يفتح الباب بعد فترة من عدم تحريك الملف».

وكان البيان الذي صدر عن الأقطاب في بكركي ووُصف بأنه حصر الترشيح بالمرشحين الأربعة «الأقوياء» شدّد في فقرته الثانية على «الإصرار على انتخاب رئيس جديد للجمهورية يستمدّ دعمه بداية من المكوّن الذي ينتمي إليه، فيكون معبّراً عن الوجدان اللبناني لدى المسيحيين والمسلمين وعن الثوابت الميثاقية والوطنية..».

كما أكّد مسؤول الإعلام في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض الذي تلا هذا البيان، ردّاً على سؤال من الصحافيين، أنّ الأقطاب الأربعة «مرشّحون».

ترحيل النفايات

في الغضون، تواصل الاهتمام بملف النفايات حيث أكّدت مصادر متابِعة للملف لـ«المستقبل» أنّ دوائر السرايا الكبيرة مستنفرة اليوم الأحد لاستكمال التحضيرات وتأمين مستلزمات ترحيل النفايات تمهيداً لاتخاذ قرار الترحيل المتوقّع خلال أيام.

ولفتت المصادر إلى اجتماع يُعقد في السرايا اليوم في حضور اللجنة المكلفة بالملف والشركات التي تقدّمت بعروض الترحيل، وذلك لمتابعة الجوانب الفنية والتقنية والإدارية واستكمال البُنى التحتية اللازمة في لبنان لبدء الترحيل.

وعلمت «المستقبل» أنّ رئيس الحكومة تمام سلام سيرأس اجتماع اللجنة وعلى ضوء تقدُم العمل سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء لاتخاذ قرار الترحيل.