تستمر المشاورات بشأن إعلان ترشيح سليمان فرنجية لسدة الرئاسة، وتقود المؤشرات إلى اكتمال التوافق على هذا الترشيح برعاية ودعم إقليمي ودولي.
وبالنظر الى المواقف حيال هذا الترشيح من قبل بعض الأقطاب السياسيين اللبناني فإن اتصالات تجري داخليا وخارجيا لاحتواء الإعتراضات ليكون هذا الترشيح موضع اجماع بين اللبنانيين ولإتاحة الفرصة للمرشح الرئاسي من القيام بمسؤولياته وواجباته.
في هذا السياق كان من اللافت موقف حزب الله الذي تفاوت بين الصمت والترقب وبعض التسريبات التي أشارت إلى ما يشبه الإعتراض على هذه التسوية لاعتبارات ترتبط بشكل أساسي بالوعود التي ساقها حزب الله للعماد عون والتي يجد من الصعب التحرر منها التزاما بالتحالف القائم بين الطرفين، ولاعتبارات سياسية عديدة ترتبط بسياسات الحزب الداخلية وأهدافه .
إن موقف الحزب هذا يستدعي القاء نظرة سريعة على المقارنة بين الرجلين _ فرنجية وعون _ فيما يخص حزب الله نفسه لنجد ترشيح سليمان فرنجية أكثر انسجاما مع سياسات حزب الله وأهدافه وأن فرنجية أكثر وفاء لحزب الله من ميشال عون بالنظر الى تاريخ الرجلين، وإن السيرة السياسية لكل منهما تؤكد ذلك .
إن إطلالة سريعة على المواقف السياسية لكل من سليمان فرنجية وميشال عون تشير إلى أن فرنجية ومنذ أمد طويل كان دائما إلى جانب حزب الله، ومنسجما منذ سنوات طويلة مع سياسات الحزب الداخلية والخارجية، وقد حافظ فرنجية على مواقفه الدائمة بدعم المقاومة وكان حريصا على الدفاع عن حزب الله وسياساته متى ما كان الحزب بحاجة إلى ذلك .
وثمة إيجابيات أخرى كثير في سيرة فرنجية السياسية ومن أهمها أنه السياسي المعتدل الذي وازن بين مواقفه ومبادئه من جهة وبقي على علاقات جيدة ووثيقة مع كل الأطراف والأحزاب اللبنانية وخصوصا خلال الإنقسامات الحادة التي عصفت في البلاد .
وفي المقابل تشهدت سيرة العماد ميشال عون السياسية تجاه حزب الله تحديدا تجاذبات وانعطافات، وشهد التحالف بين الطرفين اهتزازات عديدة على خلفية المواقف المتعلقة بجملة من الملفات والأزمات الداخلية، هذا فضلا عن العلاقة السيئة التي كانت سائدة بين الطرفين الى ما قبل الانسحاب السوري من لبنان .
لذا فإن العلاقة بين حزب الله وميشال عون وبالرغم من توقيع الطرفين على التفاهم الشهير بينهما لم تكن علاقة مستقرة وتعرضت لاهتزازات عدة كادت في بعض الأوقات تهدد التفاهم المبرم بينهما .
وعليه فإن تبني حزب الله لترشيح سلينان فرنجية يعتبر أكثر انسجاما مع الحزب وتطلعاته ومبادئه وأهدافه نظرا لسيرة فرنجية مواقفه التي أشرنا إليها تجاه الحزب وقضاياه واهدافه وبذلك يعتبر سليمان فرنجية أكثر وفاءاً لحزب الله من ميشال عون.