يشكل معرض الكتاب العربي والدولي والذي يقيمه النادي الثقافي العربي في البيال مساحة رائعة للنور والضوء والثقافة والوعي والتواصل الاجتماعي في مواجهة اتجاهات التخلف والعنف والتطرف التي تنتشر في عالمنا العربي والاسلامي وفي العالم.
فهذا المعرض الذي يتيح للزائرين الحصول على اخر الاصدارات العربية والحوار والنقاش حول مختلف القضايا والتواصل مع الاصدقاء والاحباء والمعارف يؤكد ان لبنان سيبقى احد الواحات العربية التي تدافع عن الحرية والثقافة.
ومع ان المعرض تشوبه بعض الاشكالات اللوجيستية وخصوصا على صعيد تامين النقل وتسهيل وصول الناس للمعرض والغلاء في اسعار الكتب وعدم وجود حسومات كبيرة من اجل تشجيع الشراء، فان المعرض يساهم في نشر الكتب الجديدة عبر حفلات توقيع الكتب والندوات التي ترافق المعرض والتي تتيح للناس التواصل مع المؤلفين والكتاب.
وان كان البعض يعترض على كثرة حفلات التوقيع وانها تشكل احراجا للناس ، فان هذه الحفلات تساهم في نشر الكتب وبيعها وتعتبر مساحة للتواصل والتعارف واللقاء ومن حق الانسان ان يشارك فيها او يعتذر اذا كانت ظروفه لا تسمح بذلك.
واما نشاطات المعرض فهي متنوعة ومن مستويات مختلفة فبعضها يقدم الجديد الثقافي والفكري وبعضها هو جزء من حفلات العلاقات العامة ، لكن رغم ذلك فهذه النشاطات تعطي المعرض الكثير من الحيوية وان كان المطلوب من ادارة المعرض والمشرفين عليه ومن المؤسسات الثقافية والفكرية المشاركة فيه ان يتعاونوا من اجل اقامة نشاطات ثقافية مميزة عبر دعوة كبار الكتاب والمثقفين في العالم العربي والاسلامي وطرح كل القضايا الفكرية والسياسية والدينية المستجدة.
لكن مع كل الملاحظات النقدية على المعرض فانه يظل يشكل مساحة للضوء والنور والثقافة والحرية في مواجهة التخلف والتطرف والعنف والمطلوب العمل لحماية هذه التجربة وتطويرها نحو الافضل لان الثقافة وانتشارها هي التي تحدد دور الامم الحضارية والعلمية والسياسية والاجتماعية.
ولنذهب جميعا الى معرض الكتاب ولنشارك جميعا في هذا العرس الثقافي والحضاري .