منذ سنوات لم تعد قناة المنار منبر المقاومة ومواجهة المحتل ، فهذه القناة التي كانت تطالعنا بأخبار البطولات والعز والشرف والعروبة ، تحوّلت عن خطها الأساسي لتصبح وسيلة إعلامية تحريضية تصوّر القاتل على أنّه نبي ، وتظهر الضحية بصورة الجاني المعتدي ...
لم ترأف المنار من خلال تقاريرها وبرامجها التلفزيونية بضحايا الحروب لا بأطفال ولا بنساء ولا بشعب لا حول له ولا قوة ، بل نراها تستعرض ما يصيبهم من إجرام بلغة التشفي والإنتصار وكأنها تقول للمشاهد "نالوا ما يستحقونه" ، من ناحية أخرى لم توفر القناة في خطابها المستحدث في الأعوام الأخيرة النبرة الطائفية المذهبية التي تزيد الشرخ بين أبناء الوطن الواحد ، وتغذي نعرة الحروب الأهلية التي لا نريد العودة إلسها ...
اختلافنا مع المنار ليس سياسياً ولا حزبياً فلكل قناة إعلامية تلفزيونية حق تبني أي توجه أرادت وأي خيار سياسي يقنعها ، ولكن الإختلاف هو في الأسلوب الفتنوي والذي يبعث التفرقة ليس بين اللبنانيين ولكن بين العرب ككل ، هو في عدم الإنسانية بالتعاطي مع جرائم الحروب ، وفي تجاوز أخلاقيات المهنة وأصولها .
انطلاقاً من هذا كله لا نستغرب حجب المنار عن قمر عربسات ، فالمنار لم تعد منذ زمن ضمن الخط الإعلامي لا العربي ولا اللبناني ...