حتى الآن أغلب ما يحكم تداعيات التسوية ، هي تسريبات إعلامية لا يؤكد عليها الأطراف المعنيون ولا يصدرون نفياً ، لتظل الساحة السياسية اللبنانية مشرّعة على المضي في ترشيح فرنجية الذي يقابله معارضة من الثنائي المسيحي الطامع بالرئاسة جعجع - عون .
زعيم القوات سمير جعجع والذي ينظر لبعبدا كجائزة ترضية عن ال11 عشر عاماً التي أمضاها في السجن كونه لم يدخل بتسوية قديمة خرجت بها كل الأحزاب السياسية من طابعها الميليشياوي لتنخرط في الحكم اللبناني ، هذه التسوية التي عارضها آنذاك ليكون نصيبه السجن المؤبد والمحاكمة على جميع جرائمه ، فيما تحوّل أقرانه ممّن ارتكبوا جرائم لا تقل وطأة عنه إلى المقدمة في سدّة السلطة وحقائبها .
هذه الجائزة والتي لم يتأمل بها الحكيم من فراغ بل من وعد قطعه عليه حليفه الزعيم السني بتغطية سعودية - قطرية ، تتجه لمسيحي آخر حليف للنظام السوري الذي عارضه قديماً وحديثاً ، ولم يصدر العفوَ بحقه إلا بإنسحابه من لبنان .
فسليمان فرنجية اليوم هو الرئيس المقترح من قبل الشيخ سعد الحريري ، لتستوي الطبخة التي أسس لها كل من جنبلاط وبري لسحب ورقة الرئاسة من كل عون وجعجع سوية ولإحراج حزب الله وخياراته ، هذه الطبخة التي أدخلت الحكيم في جدلاً بين انقلاب الحلفاء وبين كرسي بعبدا ليستنجد سعودياً .
وحيث أنّ الموقف السعودي من ترشيح فرنجية ما زال مبهماً ، والمعلومات حولة تتضارب إعلامياً ، أشارت آخر المعلومات عن زيارة قريبة لجعجع للمملكة العربية السعودية وعن لقاء يتوقع أن يجمع بين الحكيم والشيخ سعد هناك .
فهل يأتي الحسم من المملكة ؟
هذا الحسم الذي يتمحور حول خيارين ، أو أن تضغط السعودية على جعجع فيتبنى ترشيح فرنجية ليقبل بالتسوية "الجديدة" وهو الذي سبق ودفع في سجنه احدى عشر عاماً ثمن رفضه للتسويات ، أو أن يصرّح أن لا جدية في طرح فرنجية وأنّها ليست إلا مناورة أربكت صفوف الثامن من آذار لتعود المعركة الرئاسية بين الخصمين الحليفين "عون - جعجع"