قلّة يتجرأن على الكلام أو البوح علناً، وغالبية يصمتن طوعاً أو جبراً، إما تحفّظاً أو خوفاً من لومٍ لن يقع الا على لطافتهن! اياً يكن، فـ"الجنس اللطيف" في لبنان، يتعرض يومياً لعمليات مطاردة واستدراج مقصودة اما عن طريق القوّة أو اعتماد حيل مدروسة للايقاع بهن.

في هذا الصدد، توافرت معلومات لموقع "ليبانون ديبايت" تكشف عن رجل لم تُعرف هويته حتى لحظة اعداد هذا التقرير، في العقد الخامس من العمر، مربوع القامة، شعره داكن ويغطيه بعض الشيب، يعمد إلى استدراج الجنس اللطيف والايقاع بهن لأسباب مشبوهة تثير الريبة والشكوك. 

المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" تشير إلى أن الرجل يستخدم سيارة من نوع "Bmw 500"، لون اسود، قديمة الطراز لاصطياد فريسة تلوى الاخرى على طول خط جل الديب - انطلياس وصولاً إلى الرابية والمناطق المجاورة. 

الضحية التي غالبا ما تكون بمفردها، تُختار بدقة وتمعن، ليعمد بعدها إلى ايقاف السيارة على مقربة منها ويناديها مراراً حتى تلتفت اليه، فيستعطف مشاعرها مدعياً تارةً انه يعاني من ألم شديد في رأسه ورقبته وهو عاجز عن قيادة السيارة واكمال طريقه، وطوراً أن ألمهُ هذا يمنعهُ حكماً من النظر إلى الخلف والالتفات بالوجه للقيادة رجوعاً. 

وبعد جولات من الأخذ والرد، يطلب منها مساعدته عبر الصعود إلى السيارة والجلوس مكانه إن لناحية قيادتها او إرجاعها الى الخلف ليكمل طريقه، ولكن في حال لم تنطلي حيلته عليها ورفضت الصعود ينتابهُ الغضب والتوتر الشديدين فيزيد اصراراً والحاحاً حتى تتدخل العناية الالهية التي غالبا ما تسعف ضحاياه. فما ان يشعر ان احد المارة يقترب ليرى ما يحصل يفر مسرعاً إلى جهة لم تعرف حتى الساعة، تاركاً فريسته في مكانها مذعورة من مصير مجهول كاد يتربص بها. 

وفي متابعة للقضية، تمكن "ليبانون ديبايت" من التواصل مع فتاة وسيدتين حاول استدراجهن والايقاع بهن الا ان الحظ لم يحالفه في شتى محاولاته.

احدى الضحايا، التي تمنت عدم الكشف عن هويتها، روت لـ"ليبانون ديبايت" لحظات الذعر التي عاشتها في ذلك اليوم، كاشفةً انه في تمام الساعة السادسة والربع من مساء يوم الخميس الفائت، توجه الرجل إلى "charcutier aoun" في منطقة الرابية، راقب المكان عن بعد وبحذر حتى وقع اختياره عليها في الوقت التي كانت تنتظر فيه شقيقتها في الخارج، فسارع الى الاقتراب منها ومناداتها لعدة مرات، ليبدأ بعد التفاتها باتجاهه بسرد السيناريو المعتاد. 

"مدام، مدام، رقبتي عم توجعني كتير في مجال تزيحيلي السيارة لورا ما عم بقدر رجعها..موجوع"، فسارعت بالقول "ما تواخذني ما بقدر". رفضها هذا، زاده عناداً ليحاول اصعادها إلى السيارة بالقوة بعد ان تغيرت نبرة صوته ويأس من كلماته الاستعطافية، ما اثار شكوكها، على حد قولها. 

وبعد اخذ ورد، بادرها بالسؤال "الدوموازيل لكانت معك معوقة لتظهر؟" فردت قائلة" لأ، ليش؟".. فعاد وطلب منها مجدداً الصعود لترفض مرة أخرى. واذ بشاب يسير باتجاهها بعد أن سمع شجارهما، فعاجلته بالقول:" اذا بدك في هالزلمي بشلك السيارة.." فكان جوابه كما توقعت " لأ، لأ خلص مشي الحال!" ليفر على الاثر مسرعاً بالسيارة ويختفي بلمح البصر كالألم الذي كان يدعي بانتيابه. 

وبحسب رواية الضحيتين الاخيرتين لـ"ليبانون ديبايت" يتضح ان الخمسيني هذا يستخدم الطريقة عينها منذ سنوات للايقاع بالفتيات والسيدات في الامكان ذاتها، بحيث صادفته الأولى منذ نحو سنتين وهو يتجول على طريق انطلياس، ليوقفها ويحاول اصعادها الى السيارة متحججاً بمرضه كما سبق وفعل مع الأخريات، بينما الثانية شاهدته وتحدثت معه امام احدى المحلات التجارية المعروفة في المنطقة، لافتةً الى انه حاول اقناعها بالصعود الى داخل السيارة، على الرغم من استدراجه لامرأة اخرى لقيادة سيارته أمام عينيها ولكن يبدو ان "سلته طلعت فاضية، فقال يلا بجرب التانية"، على حد قولها.

سيناريوهات عدة توقعها الضحايا، إن بهدف السلب والسرقة أو لأهداف أخرى كجرائم الاغتصاب، التحرش والتعنيف الجنسي المروع إلا أنها تبقى معلّقة بلا أجوبة في ظل المعلومات أعلاه التي تشير إلى استدراج مقصود للجنس اللطيف نادراً ما يُسلّط الضوء عليه.

اذاً، يفترض من الأجهزة المعنية فتح تحقيق بالمعلومات هذه لمعرفة هوية الأخير وتبيان هدفه من اصعاد النساء الى سيارته وصدقية ما ادعاه من مرض أوعدمه.


ليبانون ديبايت