"ايه في أمل.. يصير عنا وطن" حلم يرافق المواطن اللبناني منذ ولادته، وبقعة ضوء كان يبحث عنها بين ظلام الفساد والاعتداءات والمخالفات، حتى وجدها في شخص وزير الصحة وائل ابو فاعور الذي اعاد التفاؤل الى نفوس الشباب، بعدما أكد لهم ان سلامتهم تعنيه.

ابو فاعور الذي حمل صحة المواطن على أكتافه، أعلن الحرب على "تجّار المواد الفاسدة"، وتجرّأ بعكس غيره على تسمية الاشخاص والمحلات المخالفة وفتح الطريق نحو بلد متطور، ونظيف. فبعد حملة سلامة الغذاء، بدأت وزارة الصحة حملة لإقفال محلات صنع وبيع النظارات والعدسات اللاصقة الطبية غير المرخصة بعد انتهاء المهلة المحددة سابقاً، الا ان هذه الخطوة لم تعجب اصحاب هذه المؤسسات الذين اعترضوا على قرار الاقفال ونفذوا تحركاً امام مبنى وزارة الصحة الكائن في محلة المتحف تحت عنوان وهاشتاغ #نحن_الاصل ، بحجة انهم متضررين من هذه الحملة، كما وانشأوا صفحة على فايسبوك لتسجيل اعتراضاتهم. وبين حملة الوزير، والمستنكرين، شاب اسمه امير ابو عديلة.

امير ابو عديلة، مواطن لبناني حاصل على شهادة في علم النظر من جامعة الـ AUST ارتكب "جريمة مروّعة"، اذ "قتل" المخالفات والفاسدين، وطبّق القانون واحترم نصوصه. فكانت عقوبته التهديد المباشر والصريح. 

وفي التفاصيل، ان عديلة وهو موظف في محل لبيع النظارات والعدسات اللاصقة في مجمع الـABC اشرفية، استفزه تصرّف هؤلاء ودعوتهم الى الاعتصام، فعلق عبر "فايسبوك" وكتب: " صدق من قال "إن لم تستح فافعل ما شئت" لذلك إن اصحاب دكاكين النظارات الطبية الغير شرعيين يعترضون على قرار وزارة الصحة بالاقفال تحت شعار #نحن_الاصل. فمن هنا لا يسعنا إلا أن نقول لهم إن الجميع تحت سقف القانون وإليكم شعارنا #تضبضبوا !!!".

وعلم موقع "ليبانون ديبايت"، ان مديرة عديلة تلقت تهديداً من متصل عرّف عن نفسه بأنه عنصر في "حزب الله" - حارة حريك هاتَفَها على الرقم الأرضي لمكان العمل وأعطاها مهلة 24 ساعة للاعتذار والا سيدخل الى الـ"ABC" ويسحب "عديلة" من داخل المجمع لمحاسبته على طريقته، الامر الذي اثار استياء المديرة، علما ان عديلة لم يتحدث بصفته موظفاً في المحل انما استخدم حسابه الشخصي متحملا وحده مسؤولية المواقف التي يعبّر عنها. هذا وأبلغها ايضاً " هناك فتاة قامت بالتصرف نفسه في مؤسسة أخرى فطيرناها".

وعلى الفور، اتصل عديلة، بصديق له في الحزب ليطلعه على ما جرى، فأكد له الاخير ان هكذا تصرف لا يصدر عن "حزب الله"، وانه عليه متابعة الموضوع لمعرفة الشخص وراء هذا التصرف. بيد أن عديلة وضع في دائرة الاتهام او الشك، واحدا من الذين دعوا الى التحرك، خصوصا انه ردّ عليه عبر فايسبوك بتعليق قال فيه ان الجميع تحت سقف القانون. 

بدورنا نضع ما حصل، بعهدة وزير الصحة وائل ابو فاعور، الذي كلنا ثقة بأنه سيتحرّك لكشف الجهة وراء هذا التهديد ومحاسبتها، وكذلك الاجهزة الامنية عبر تتبعها الاتصال لمعرفة صاحب الرقم، ونطلب من حزب الله ملاحقة الموضوع ايضا لوضع حد للعناصر الحزبية التي تتخطى الحزب مستغلة موقعها لتقوم بتهديد المواطنين بغية تحقيق مصالح شخصية.

ويبقى السؤال، الى متى سيبقى المواطن تحت رحمة "الزعران"، معرضاً حياته ومستقبله للخطر، وكل ذنبه انه يطمح الى دولة القانون.

ليبانون ديبايت