بخطى متسارعة غير متسرّعة تتدحرج كرة التسوية على الساحة الوطنية حاصدةً مزيداً من الشعور بجدية الفرصة التي تتيحها لإقصاء الشغور المتربّع على كرسي الرئاسة الأولى، وسط قناعة لبنانية - فرنسية مشتركة عبّر عنها الرئيس سعد الحريري بعد لقائه الرئيس فرنسوا هولاند أمس بأنّ الحاجة ملحّة لإنهاء الفراغ الرئاسي، مع إشارته في ضوء الحوار الجاري بين كافة الأفرقاء على الساحة الداخلية إلى وجود «أمل كبير اليوم بإنجاز هذا الموضوع». أما على المستوى الرعوي للاستحقاق، فاستقطبت عودة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى بيروت مختلف الأنظار المعنية برصد موقف بكركي من المبادرة الرئاسية المطروحة فجاء الموقف سريعاً من صالة الشرف في المطار ليصبّ في خانة تزخيم جهود التسوية ومباركتها باعتبارها فتحت الباب أمام الخروج من «جرصة» الشغور، بينما سارع رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية إلى زيارة الصرح البطريركي ليلاً واضعاً نفسه وترشيحه الرئاسي «تحت رعاية» بكركي وفق ما أوضح بعد اللقاء الذي عقده مع الراعي وعلمت «المستقبل» أنّ أجواءه كانت «جد إيجابية».
بالعودة إلى قصر الإليزيه حيث أجرى الرئيس الفرنسي والرئيس الحريري محادثات تناولت الأوضاع في لبنان وآخر المستجدات في المنطقة، فقد تحدث الحريري إثر خلوة مع هولاند استمرت قرابة الساعة للصحافيين موضحاً أنه بعد تقديمه التعازي بضحايا الأحداث الإرهابية التي حصلت في فرنسا تناول البحث بينهما الأوضاع اللبنانية والملف الرئاسي، وأضاف: «أكد الرئيس هولاند على ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي وأنا من جهتي أكدت له أننا نعمل مع كل اللبنانيين لإنهاء هذا الفراغ، وأنّ هناك حواراً جارياً بين كافة الأفرقاء اللبنانيين وهناك أمل كبير اليوم في لبنان بإنجاز هذا الموضوع، وبإذن الله ستكون الأمور بخير قريباً». ورداً على سؤال متصل بموضوع ارتفاع حظوظ ترشيح النائب سليمان فرنجية أجاب: «هناك حوارات قائمة والأجواء إيجابية إن شاء الله، والأيام القادمة ستظهر أن لبنان سيكون بألف خير».
وإذ أكد تطرقه مع الرئيس الفرنسي إلى الملف السوري، لفت الحريري إلى أنّ «المنطقة ككل تمر بمرحلة صعبة للغاية»، مشدداً على وجوب العمل لحماية لبنان، وأردف قائلاً: «لا شك أن هناك تضحيات يجب أن نقوم بها سياسياً، لأن لبنان أهمّ منا جميعاً، وكما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقول «ما في حدا أهم من بلده».
ولاحقاً، استقبل الحريري في مقر إقامته في باريس وزير الاتصالات بطرس حرب الذي وصف الاجتماع بأنه كان «جيداً وإيجابياً» وأوضح في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أنّ البحث تمحور حول «المخاطر التي تهدد الدولة وما هو مطروح من مشاريع حلول للخروج من الحلقة المفرغة القاتلة لاستمرار الفراغ الرئاسي والأخطار التي تهدد الدور المسيحي في لبنان نتيجة غياب رأس الدولة الماروني في هذه الظروف الدراماتيكية التي تعصف بالمنطقة»، مشيراً إلى كون «وجهات النظر كانت متقاربة» خلال التداول في مسألة الترشيح الرئاسي لفرنجية وفي «ما يجب توفيره من ضمانات لكل اللبنانيين تؤدي الى تحقيق المصلحة الوطنية المرجوة».
الراعي: مبادرة الحريري جدّية
وبعيد وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي مختتماً جولة رعوية شملت المكسيك وألمانيا، وجّه البطريرك الماروني التحية إلى المبادرة الرئاسية المطروحة راهناً، مؤكداً أنه سيباشر اتصالاته بكل المعنيين للوصول إلى مخرج لأزمة الشغور الرئاسي المستمرة منذ سنة وسبعة أشهر وتسبب تعطيلاً للحياة الدستورية العامة، ومشدداً على كون «التوافق لا يقتضي فرضاً ولا رفضاً بل السير سويةً نحو الخروج من هذه الأزمة».
ورداً على أسئلة الصحافيين حيال ترشيح فرنجية ذكّر الراعي بأنه لطالما دعا النواب للنزول الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية «والآن مع وجود مبادرة يجب على النواب التشجّع والقيام بواجباتهم، وما يهمنا هو فتح الباب ولا يجوز الاستمرار بهذه الجرصة بكل معنى الكلمة أمام العالم». وفي حين أعرب عن رفضه لأي مقاربة تجعل من رئيس الجمهورية رئيساً للمسيحيين فقط دون غيرهم من اللبنانيين، أضاف الراعي: «مبادرة الرئيس الحريري لها قيمتها وهي مبادرة جدية، لذلك نقول إنّ الباب قد فُتح حتى يستطيع كل الأفرقاء التحدث بمسؤولية عن الحل الأنسب».
فرنجية «تحت رعاية» بكركي
ومساءً، استقبل الراعي في الصرح البطريركي فرنجية الذي أوضح بعد لقاء دام على مدى أكثر من ساعة أنه وضع البطريرك في مستجدات الأمور على الساحة الرئاسية «ووضعنا أنفسنا في تصرفه»، مبدياً استعداده لكي يعطي «التطمينات» اللازمة للفريق الآخر بشأن ترشيحه الرئاسي، وقال: «كرئيس جمهورية سأعمل على قانون يعطي التمثيل الحقيقي لكل الطوائف».
ورداً على أسئلة الصحافيين تمنى فرنجية ألا تصل الأمور إلى حد «مقاطعة» نواب «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» جلسة انتخابه للرئاسة في حال انعقدت، واستدرك قائلاً: «الهدف ليس وصولنا إلى الرئاسة إنما الوصول إلى توافق وإجماع وطني، وأن أكون محاطاً إذا تم اختياري رئيساً من قبل كل اللبنانيين.. وأنا دائماً تحت رعاية بكركي سواء كنت رئيساً أم لا».
وعن موقفه من مسألة «النأي بالنفس» أجاب: «الموضوع الأهم هو حماية لبنان والاتفاق على الأسلوب وإن اختلفت التسميات، ونحن سنلتقي في الطريق نفسه على حماية البلد وإنقاذه».
بكركي «لعدم تفويت الفرصة»
وإثر انتهاء اللقاء بين الراعي وفرنجية، علمت «المستقبل» أنّ أجواءه كانت «جد إيجابية» وخلص إلى الاتفاق على أنّ البطريرك الماروني سيبادر في الساعات المقبلة إلى إجراء مشاورات مع الأقطاب الموارنة لتذليل العقبات أمام فرصة إنهاء الشغور الرئاسي إن كان من خلال الالتقاء بهم كل على حدة أو عبر محاولة جمع القادة الأربعة (الرئيس أمين الجميل والنائب ميشال عون وسمير جعجع وفرنجية) مجدداً في الصرح البطريركي، مع الإشارة في هذا المجال إلى كون بكركي تتعاطى مع المبادرة الرئاسية الراهنة باعتبارها «فرصة سانحة يجب عدم تفويتها لإنجاز الاستحقاق».
.. والسعودية «تبارك»
في الغضون، برز أمس تصريح للسفير السعودي علي عواض عسيري من بكفيا بعد لقائه رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل عبّر فيه عن كون المملكة «تبارك» المبادرة الرئاسية المطروحة بوصفها مبادرة «لبنانية لبنانية»، مؤكداً أنّ دورها يقتصر على «تشجيع الأفرقاء لكي يتوصلوا إلى حل» ينهي الفراغ الرئاسي «في أسرع وقت ممكن» غير أنها «لم تسمِّ ولن تسمي أي شخص وتفرضه على اللبنانيين الذين هم أعرف من غيرهم بمن يصلح أن يكون في موقع الرئاسة».
المستقبل : فرنجية «تحت رعاية» بكركي.. والراعي يحيّي المبادرة الرئاسية: فتحت باب الخروج من «جرصة» الشغور
المستقبل : فرنجية «تحت رعاية» بكركي.. والراعي يحيّي...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
383
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro