فجأة تتغيّر حياتهم تتقيّد حريتهم، وتصبح أرواحهم وأجسادهم تحت رحمة بشر يتحكّمون بمصيرهم ويومياتهم ... يُعزلون عن العالم الخارجي، وعن أحبائهم لا يعلمون إن كانوا سيعودون يوماً الى أحضانهم، أم أنّ العالم الآخر في انتظارهم .
هذه حال الأسرى الذين خطَّ القدر لهم أن يعيشوا الرعب، وتتحوّل اللحظة في حياتهم سنة، إلى أن يُفرج عنهم ويُفك قيدهم .
487 يوماً من الأسر في جرود عرسال عرف العسكريون الـ 16 المحررون خلالها لوعة التأرجح على حافة الحياة والموت.
عاد المخطوفون العسكريون لدى جبهة النصرة الى الحياة من جديد ، حُطمت السلاسل التي كانت تحول دون رجوعهم إلى الوطن ، فرغم تهديد " النصرة " المتكرر بحز السكين على أعناقهم وتنفيذ هذا التهديد بزميل لهم إلا أنهم تحدثوا عن " معاملة جبهة النصرة الحسنة معهم " .
وأن تشكر النصرة على أرض تسيطر عليها النصرة لا قيمة له ابدا، أما ان تشكر النصرة على أرض آمنة في لبنان فهو امر مختلف، ويعني أن مطلقها أما ما زال يعيش صدمة الحرية، أم أنه لا يزال متأثراً في لحظة اطلاق سراحه بما قدمته له جبهة النصرة أو هو بالأصل له أفكار ومواقف قريبة للتيارات الاسلامية كالقاعدة والنصرة ، وهنا تأتي مهمة الدولة اللبنانية والمؤسسة التي ينتمي اليها هؤلاء بالتدقيق والتحقيق معهم في ما يقولون .
إن الحرية تجعل المحرر يقبل يد الجلاد ويتسامح منه ايضا لاعتقاده أن الجلاد وهبه الحياة من جديد ، فالعسكريون المحررون كان عليهم أن يقنعوا نفسهم أن جبهة النصرة على حق بسبب خوفهم منهم ..
من هنا .. يحتاج المحررون وقتاً للإعتياد على أهلهم وعلى من حولهم فهم عادوا إلى الحياة من بعد شعورهم بالموت في أي لحظة وهذا ما يحتاج وقت ليستعيدوا طبيعتهم ومن لا يتمكن مع الوقت من التعايش مع الوضع الجديد يمكن أن يستفيد من العلاج النفسي فالكره لن يبقى في قلوبهم..