في بداية عام 2011 دخل حزب الله إلى سوريا وكان التدخل في ذلك الوقت محدوداً من حيث الحجم ومحدداً لأهداف تتعلّق بالدعم والنصيحة" أو الدفاع عن المقدسات الدينية ومع توسع نطاق الحرب وتعديها إلى مناطق خالية من المقامات المتعلقة بثقافة الشيعة تم الإعتراف بشكل مباشر ان الهدف هو الدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة المجموعات التكفيرية المسلحة على حد تعبيرهم.
وإن كانت تلك المجموعات التي ثارت يوما على الديكتاتورية والمعاناة من الظلم ورفعت صوتها طلبا للحرية تعدّ "إرهابية " و"تكفيرية" فما بالنا بنظام يقتل شعبه يوميا بالبراميل المتفجرة ويستعين بطائرات روسية ؟
بالطبع، فبالنسبة لحزب الله هذا النظام بريء من كل التهم الموجهة إليه رغم الدلائل والبراهين الموجودة ورغم المجازر التي ترتكب يوميا بحق الشعب السوري، أما الإرهاب فهي صفة لا تليق إلا بمدافع عن الحرية والديمقراطية.
فحزب الله يدّعي حينا أنه يدافع عن النظام السوري وطورا يقول أنه يقاتل لأجل الدفاع عن الشعب السوري أمام التبرير الجمهوري فهو "عم نقاتلهم بسوريا كرمال ما يجو على لبنان"
فهذه الحجة التي دحضها بالأمس مشهد عملية تبادل الأسرى بين الجيش اللبناني وداعش تدل على أن النصرة ليست فقط موجودة في الجرود التي قيل أنها تحررت منذ مدة من قبل حزب الله إنما أيضا هي موجودة في الأراضي اللبنانية وهذا ما معناه أن النصرة تستبيح لبنان سياديا.
فإذًا، عملية التبادل يوم أمس أطاحت بحجة الحزب وادعاءاته ليتبين لنا ختاما أن كل ما في الأمر هو مجرد محاولة له للحصول على التعاطف من قبل الشعب اللبناني الخائف.
وما حصل ايضا يؤكد لنا أنه وبحسب حزب الله فإن الجماعات تكون تكفيرية عندما تكون خطرا على النظام السوري أما عندما تكون في لبنان وعرسال فعلى "الدنيا السلام".