سؤال شغل بال المتابعين للصراع السعودي – الإيراني في المنطقة على ضوء موافقة الشيخ سعد الحريري على رئاسة سليمان فرنجية السوري الهوى للجمهورية التي يتحكم بها التياران التابعان لإيران والمملكة وعلى أخذ فريق 8 آذار لحصّة القصر الرئاسي رغم ما يتبع ذلك من حسابات مسيحية مُضرة بالقوات اللبنانية الحليفة الأساسية لتيّار المستقبل .
ثمّة من اعتبر في موافقة الشيخ سعد على رئاسة فرنجية بداية لحلّ طويل بين إيران والسعودية ويمكن التأسيس عليه لحلّ أشمل لملفات خلافية سورية وعراقية ويمنية وبحرانية اضافة الى التصدعات الطائفية والمذهبية القائمة بينهما والتي تطالهما في العمق .
وثمّة من يرى في ارتياح الحريري لرئاسة سوري في السياسة لعبة " تذاكي " تماشى فيها الحريري مع الزعيمين بري وجنبلاط " لجلط " الجنرال ميشال عون ونقله إلى أقرب مستشفى وادخاله العناية الفائقة ولحشر حزب الله في زاوية الوعد الآلهي المقطوع لعون في منحه الرئاسة هذه المرّة لأن عمر عون لم يعد يتسع للوعود الإستحقاقية المُقبلة .
لا شكّ بأنّ الجنرال تحسّس جداً من توافق الأقطاب الثلاثة وهو يحذر ويخاف من انجرار حزب الله وراء مصالح إقليمية أكبر بكثير من حسابات عون الشخصية و "الصهرية " فتعود الرباعية من جديد وتجديداً للرعاية الايرانية – السعودية لتسهيل الحلول لمشاكلهم الكبيرة في المنطقة والتي تأخذ وتسلُب منهم كل شيء وبما أنّ لبنان الخاصرة الرخوة والمستسلمة للمشيئة الإيرانية والسعودية فإنّ وعود عون بالرئاسة قدّ تتبخر كما تبخرت من قبل وما عاد عمر عون يسمح له بالإنتظار كي تأتي الفرص المناسبة لايصال الجنرال إلى ثُكنة القصر .
لقد فتحت موافقة الحريري على فرنجية شهية سليمان المُستعد لكل شيء حُباً بالوصول إلى كرسيّ الرئاسة ومن شأنها أن تعيد خلط الأوراق بين الأفرقاء السياسيين وأن تدفع إلى تغير التوازنات الداخلية وصيغ التحالفات لصالح تحالفات جديدة بين الأعداء أنفسهم لأن من وضع فرنجية في الحسابات الرئاسية أراد زحزحة قوى 8 و14 آذار كصنمين آن كسرهما لصالح صيغة سياسية أوسع من اصطفاف محكوم من قبل شخص في فريق 8 وآخر في فريق 14 آذار .