لم يخطِء حسين خريس ولم تسقط الـ mtv ، إلا أنّ المنافسة غير الشريفة دفعت مريم الجديد إلى اتهامه بأنه إرهابي وهو الشهيد الحي ، ليمشيَ في فوضى اللا مهنية جماهير الممانعة وأقلامها ، مطلقين حملة مسيئة ضد حسين .
"إخرس يا خريس"
هو الهاشتاغ الذي عبر عن النفوس الضعيفة ، والتي بلغت بها الغيرة الإعلامية والتبعية حد محاسبة مراسل على سبق ظفر به !
حسين لم يوالِ النصرة ، ولم يتبع لها ، ولم يتفاخر بعلمها ، وإنما قام بتغطية الحدث بكل دقة وموضوعية ومهنية ، غير أنّ من أعمته اللا منطقية لا يبصر .
فهل كان على حسين في هكذا لحظة دقيقة أن ينتقد النصرة والإرهاب ، فهل كان عليه أن يشنّ هجوماً عنيفاً قد يؤثر على المفاوضات وعملية التبادل ويؤذي العسكريين !
من راقب الإعلامي بعين الموضوعية لأبصر الخوف في عينيه ، لا على نفسه ولكن على مخطوفي الجيش الذي كان يشير إليهم كإخوة له ، وعلى آمال العائلات التي لم تعد تتحمل مزيداً من الإنتظار والإنكسار ...
هي لحظة حاسمة ، والوعي عليه أن يكون سيدها وليست بوقاً للشعارات للطنانات ولا للإنتقادات الفارغة والمتسارعة .
حسين لم يحمل علم النصرة ولم يجعله خلفية (كما حاول البعض أن يصوّره) ، ولكنه بإختصار واقف في منطقة هم يسيطرون عليها وعناصرهم في كل مكان يحاوطونه ، فهل كان عليه مثلاً أن يطلب منه إنزال رايتهم ؟؟
ما قام به خريس لا جريمة ولا إرهاب ، وإنما عمل إعلامي لو حظيت به أيّ مؤسسة من المؤسسات التي استفزها "شطارة المراسل" لمّا فرطت به !
فقناة الجديد نفسها سبق وجلست مع من تصنفهم اليوم إرهابيين وتعتبر كل من يقف قربهم إرهابي !
إذا ، هي ليست المرة الأولى التي يلتقي بها الإعلام اللبناني مع الإرهاب ، وإن عدنا بالذاكرة قليلاً لمخطوفي أعزاز لتوقفنا عند المؤسسة اللبنانية للإرسال والحصرية التي امتلكتها حد الدخول إلى وكر الخاطفين !!
حينها لم يصف أحد المؤسسة بأنّها إرهابية ، لأنّها ببساطة مهنية وتقوم بواجبها ألا وهو نقل الحقائق كما هي وتوثيقها .
ليظل السؤال : (ليش حسين)
لأنه "حرقص" الجديد ومريم البسام، وأبواق الممانعة الني تمشي في مواكب انتقاد الحريات لمجرد أنها مخالفة لهم .
والرد على البسّام وأتباعها بدأ من مواقع التواصل الإجتماعي عبر هشتاغين :
"صحافي مش إهابي"
"حسين خريس قاهر مريم البسام"
لتختتمه ال mtv بتقرير "إخرسي يا مريم " .
أما نحن ، فدون هجوم على مريم البسام وعلى ما غردته وأدى إلى فتح جبهة قاسية ضد حسين ، نذكرها بحرية الإعلام وبحق كل إعلامي أن يبحث عن الحدث وعن اللحظة ، وأنه ما من جهة بإمكانها الحد من الممارسة الإعلامية ومن مضامينها .
فمريم والتي كان هناك قضية تحقير وعرقلة بينها وبين المحكمة الدولية ، تضامن معها الطائفة الأغلب من الوسائل الإعلامية ومن الأقلام ، وكنا نتمنى عليها أن تتضامن هي بالتالي مع زميل لها لا أن تبدأ الحملة ضده !
حيث أنّ تغطية حسين للصفقة هو عمل صحافي لا يستدعي اتهامه بالإرهاب ولا حسبانه على جبهة النصرة ...