الانظار كلها تتجه صوب موقف حزب الله النهائي من مبادرة الحريري، والتي تفضي الى وصول النائب سليمان فرنجية الى قصر بعبدا ووصول الحريري مرة جديدة الى رئاسة الحكومة
لا شك بان الحزب في موقف لا يحسد عليه، بعد ان وضعته المبادرة في موقف الخيار بين حليفين لا يستطيع ان يخرج منها بدون خسارة احدهما في حال تبنيه للاخر، وبالتالي فان المراقبين في حالة انتظار لاي الطرفين ستكون الارجحية، ولا شك بان حزب الله الان هو في طور دراسة اقل الخسائر على كافة الصعد
ولاستشراف ما يمكن ان يكون عليه موقف الحزب لا بد من الاشارة اولا بان طرح سليمان فرنجية للرئاسة لم يعد كما قيل في الايام الاولى منه، وكما حاول فريق 8 اذار ان يقارب الموضوع على انه مجرد مناورة سياسية، او خديعة اعلامية ليس اكثر تهدف الى احداث شرخ بين بنشعي من جهة وبين الرابية من جهة اخرى
ولكن الوقائع على الارض تثبت كل يوم بان المبادرة هي اكثر من جدية، وان سياق الامور ذاهبة باتجاه ترسيخها كفرضية جدية تنال مباركة ليس فقط اطراف محليين، وانما هي محضونة ايضا من دول اقليمية معنية بشكل مباشر بملف الرئاسة، بالخصوص منها السعودية وايران، ومن غير الصحيح ما قريء من بيان السفير السعودي واشارته عن رضى الاطراف المسيحيين لاي مرشح كممر اجباري لموافقة السعودية على انه موقف اعتراضي على تسمية فرنجية، في حين ان موقف السفير كان يهدف الى ابعاد تهمة تجاوز السعودية ( السنية ) للاطراف المسيحيين، في لحظة يعمل المتضررون فيها على اثارة هذه الاشكالية ليس اكثر
وبالعودة الى موقف الحزب، فان المؤشرات الاولية توحي بشكل شبه واضح الى عدم حماسة ان لم نقل بالرفض المبدئي بوصول فرنجية الى بعبدا، وان كان لم يصدر حتى اللحظة موقف رسمي بهذا الشأن، الا ان اجواء جريدة الاخبار ومقالات رئيس تحريرها موكلة هذه المهمة، بحيث انها تصور وكأن سليمان فرنجية قد انتقل من خلال قبوله كمرشح الى الضفة الاخرى، ويصور الموضوع وكأنه هزيمة سياسية نكراء لمحور " المقاومة "، ضاربة بعرض الجدار تاريخ عميق من المواقف الداعمة لفرنجية، ومتناسية اصطفاف الرجل وقربه من النظام السوري وشخص بشار الاسد
هذا الموقف الاعلامي على الاقل من قبل وسيلة اعلامية ناطقة الى حد كبير بلسان الحزب وان كان مستهجنا للوهلة الاولى، فانما يعزوها عارفون بنمط تفكير الامين العام لحزب الله بوصفه صاحب القرار الاول والاخير بهذا الملف، ان الحسابات السياسية والمصلحة العامة وضرورات المرحلة ليست هي وحدها الحاكمة على قبول او رفض او مقاربة اي امر، وانما هنالك ما هو اهم من كل ذلك وقبله وبعده ، وهو التوجه الشخصي للامين العام والوعود الشخصية التي يقطعها على نفسه بحيث يكون لهذه الوعود الشخصية اولوية الاولويات ولو ادت الى تدمير البلد او الدخول بحروب لا قبل للبنان بها،
وهنا تكمن المعضلة الكبرى، فبين اصرار ميشال عون على الترشح وبين الوعد " الصادق " له بعدم تخلي الحزب عنه تتعثر مبادرة الحل حتى يقضي الله امرا كان مفعولا .