جلست أم علي في منزلها في فنيدق العكارية تترقب الساعات العصيبة التي سبقت الإفراج عن المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتسليمهم الى الأمن العام اللبناني. بكت تعبيرا عن فرحتها بتحرير الأسرى، وبكت حسرة على ابنها البكر الذي أسر واتهمه «داعش» بالخيانة، قبل أن يدفع الثمن غاليا وبأبشع الطرق ليكون بذلك الرقيب علي السيد الشهيد الأول الذي يذبح على يد «داعش» ويحمل لقب شهيد كل لبنان.
بكت أم علي حسرة على علي الصغير الذي ولد بعد استشهاد والده، وخطا أولى خطواته من دون أن يشتم رائحته ويحظى بحبه وحنانه، بكت حسرة على الرقيب الذي قاتل الارهاب في مخيم نهر البارد بكل شجاعة، فجاءه إرهاب «داعش» ليضع خاتمة لحياته بأبشع صورها.
«أحسد عائلاتهم الذين سيتسنى لهم احتضانهم بعد كل هذا الوقت»، تقول راغدة زوجة الشهيد السيد. وتضيف: «ليت علي كان معهم، وليت رهف تتمكن من رؤية والدها مجددا وهي التي أكملت عامها الثاني وهي تردد اسمه حتى تعبت، فحفر ما تبقى من طيفه في خيال طفولتها». وتقول: «لن ننسى مأساة استشهاد علي، واللحظات الصعبة التي عاشها لدى التنظيم الارهابي، ولا يمكننا أن نسامح كل من سهل وخطط وقام بعملية الإعدام، وقام بتصوير الجريمة ووزعها لتكون دليلا على مدى إجرامهم وتجردهم من إنسانيتهم».
حال من الألم والحزن والحسرة عمت منزل آل السيد منذ ساعات الصباح الأولى، فاسترجعت العائلة الفرحة التي شعرت بها يوم تلقت خبراً من «النصرة» مفاده أن الرقيب علي لا يزال حيا، يومها غص منزل العائلة بالأصدقاء والمتضامنين الذين فرحوا وهللوا للخبر السار الذي اتضح لاحقا أنه كان مجرد خدعة. كما استرجعت مشهد تشييع شهيد لبنان يوم زحفت عكار بكل أطيافها في مأتمه.
عام وخمسة أشهر كانت كفيلة بأن تدفع العائلة للاستسلام لقدر ابنها، وفق ما يؤكد المختار أحمد السيد، الذي يقول «سلمنا أمرنا لله، وندعو بفك أسر رفاقه وأن تكون دماؤه الطاهرة فداء عن جميع الأسرى لدى داعش»، مؤكدا أن «فنيدق تنتظر عودة ابنيها الأسيريين لدى داعش خالد مقبل الحسن وحسين عمار بفارغ الصبر».
عائلة الشهيد علي السيد: ليته كان معهم
عائلة الشهيد علي السيد: ليته كان...لبنان الجديد
NewLebanon
التعريفات:
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
960
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro