وأخيرا أضحى العسكريون المخطوفون لدى جبهة النصرة الستة عشر احرارا بعد معاناة سنة وأربعة أشهر، وبعد ترقب الايام الثلاثة الماضية ريثما نضجت صفقة اطلاقهم التي ادارها بإتقان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. الا ان الملف لن يقفل هنا، فيما لا يزال هناك تسعة جنود لبنانيين مخطوفين لدى الدولة الاسلامية الذين تعهد الرئيس تمام سلام واللواء ابراهيم بالعمل على تحريرهم. في هذه الاثناء كانت الاحتفالات تعم المناطق اللبنانية لا سيما لحظة وصول العسكريين الى مناطقهم وقراهم.

انطلق مشوار العودة من الأسر الى الوطن فجرا بتسلم المديرية العامة للامن العام جثة الجندي الشهيد محمد معروف حمية، فانتقل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الى نقطة وادي حميد الحدودية التي اختيرت لاتمام عملية التبادل، للاشراف على التحضيرات. وأعلن ان "صفقة التبادل تمت بشروط تحفظ السيادة وأقل من ذلك لم يكن ممكنا، وأكد الاستعداد للتفاوض مع "داعش" لتحرير العسكريين لديه اذا وجدنا من نتفاوض معه". وردا على سؤال حول قرار السجناء المفرج عنهم البقاء في لبنان، اكد ابراهيم انه "يمكنهم البقاء في لبنان"، ومن بين السجينات اللواتي كنّ جزءا من صفقة التبادل أعلنت سجى الدليمي، طليقة ابي بكر البغدادي، انها تريد العودة الى بيروت لتسوية اوراقها ومن ثم الانتقال الى تركيا. ولفتت الى ان اخاها ينتمي الى جبهة النصرة، وأوضحت انها طليقة البغدادي منذ 6 سنوات. وأفيد ان معظم الخارجين من السجون اللبنانية وعددهم الاجمالي 13، ومن بينهم 5 نسوة، قرروا البقاء داخل عرسال.

وأما بنود الاتفاق بين "جبهة النصرة" والجانب اللبناني فتضمّن فتح ممر إنساني آمن بين مخيم اللاجئين وعرسال بشكل دائم، تأمين إغاثة في شكل شهري من خلال الهيئات الإنسانية، اجلاء الجرحى المدنيين وتسهيل دخولهم الى مشافي عرسال، تأمين مواد طبية وتجهيز مشفى عرسال، جعل وادي حميد منطقة آمنة للاجئين السوريين ومتابعة الاوضاع الانسانية والقانونية للاجئين وترتيب أوراقهم.

وفي اطلالة تلفزيونية اشار اللواء ابراهيم الى الدور الكبير الذي لعبه كل من الرئيس سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اتمام الصفقة.
وبعد محطة للعسكريين المحررين في مركز اللواء الثامن في الجيش اللبناني في اللبوة، وصلوا الى السراي الكبير حيث اقيم الاستقبال الرسمي لهم، وبعد كلمة للواء ابراهيم، كانت كلمة وجدانية وطنية للرئيس تمام سلام تعهّد خلالها باستكمال المفاوضات والمساعي لتحرير باقي العسكريين لدى الدولة الاسلامية.

وأجرى سلام مساء امس، اتصالا هاتفيا بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اعرب له فيه عن شكره شخصيا، وتقدير اللبنانيين جميعا للجهود التي بذلت للافراج عن العسكريين اللبنانيين. من جهته تمنى امير قطر "الخير العميم والمتعة والقوة للبنان واللبنانيين".

وفيما كان الاهالي يحتفلون بعودة ابنائهم كانت بلدة اللبوة تستقبل ابنها الشهيد محمد حمية الذي قتلته جبهة النصرة في ايلول 2014.