عام ونصف ، وملف العسكريين عالق بين الجماعات الإرهابية والمفاوضات الباردة ، عام ونصف ، والعسكر يذبح ويقتل أمام آلات التصوير بيد الإجرام والدولة اللبنانية في غفلة ...
عام ونصف ، ودموع العائلات وحدها تسأل ، وقلوبهم تتوجع ...
لن نسأل كم عانوا ؟ كم عانى الأهالي وهم ينتظرون متى ينحر ابنهم ؟ كم عانى المخطوفون وهم يبصرون زملائهم يقتلون أمام أعينهم ؟ كم عانى من يحدد دوره على أنه الضحية التالية ضحية دولة سلمت الوطن للإرهاب .
واليوم ومن بعد معاناة أثقلت لبنانيتنا ، وضمائرنا ، معاناة هَرُم معها المخطوفون وشابت آمالهم ، معاناة تتحدث عنها تجاعيد الأمهات وانحناء الآباء والعيون التي ابيضت ، وصرخت الأشقاء وسؤال الأطفال ...
واليوم وبعد كل هذا ، بعد أكثر من 450 يوم ، استطاعت الدولة أن تحقق التفاوض الذي كان يفترض أن يتحقق منذ الأسبوع الأول وأن يحرروا قبل أن يذهب منهم شهداء ، وبالرغم من ذلك نجد أنّ هناك من ينتقد مسمياً إياها بصفقة العار ؟!
أين العار؟
وأنتم لأجل أسرى ميلشياتكم تحاورون الأبالسة !
أين العار ؟
وأنتم تفاوضون العدو إن مسّ الأمر صفوفكم وطائفتكم وتابعينكم !
العار هو أن نترك جنود الوطن ، وأن نتخلى عن جيشنا ليقتله الإرهاب ، العار هو تفكيرنا التعصبي الذي قدّم الحزبية على الوطنية ، العار هو أن لا يتساوى الجيش اللبناني أقله مع مخطوفي أعزاز ...
لذا يا من تنطقون العار اصمتوا ، واتركوا جنودنا بين أيادي الوطن والأهالي ، وأما من يطالب بأخذهم إلى المحكمة العسكرية ، أقول له :
المحكمة العسكرية للسياسيين في هذه الدولة ، وللزعماء ، ولكل فاسدي الحكم ، أما هؤلاء الجنود فلهم منّا تحية تبجيل وتقدير واحترام .
ا