خرجت علينا اليوم صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لحزب الله ومناصريه لتطلق حملة شعواء وحاقدة و متهورة على عملية التبادل الجارية بين الأمن العام اللبناني وجبهة النصرة لتحرير العسكريين اللبنانيين المختطفين، فأطلقت هاشتاك تحت عنوان #صفقة العار، لتؤكد من جديد ضيقها من أي إنجاز يسجله لبنان خارجا عن إرادة الحزب ورغباته.
وفي الوقت الذي تعم البهجة فيه معظم اللبنانيين من وصول عملية التبادل هذه إلى خواتيمها السعيدة، تنبري مجموعات من حزب الله للإنتقاد والسخرية من عملية التبادل هذه، مع العلم أن الحزب نفسه هو أول من فاوض داعش والنصرة لإطلاق أسراه ،كما يشهد له التاريخ أيضا بعمليات تفاوض عديدة طويلة وعريضة مع العدو الاسرائيلي نفسه. وكذلك فإن عملية تفاوض بدأت مؤخرا بين حزب نفسه وتنظيم داعش لإطلاق أسراه الثلاثة الذين تم أسرهم منذ أيام، وعلى ذلك فإن إطلاق هذه الحملات الخبيثة والمغرضة من قبل بعض المناصرين والمؤيدن ما هي إلا وسيلة رخيصة للتشويش على هذا الإنجاز الكبير الذي حققته الدولة اللبنانية بمؤسساتها الرسمية بعيدا عن هنجهية الحزب وغطرسته .
وإن ما هو مسموح للحزب يجب أن يكون مسموحا به لغيره أيضا، أم أن قوانين الحزب وخياراته ربما لا تنسجم مع الاتفاق الذي يكاد يبرم بين الدولة وجبهة النصرة لإطلاق العسكريين؟ أم أن الحزب ربما لا تعنيه المأساة الإنسانية والأخلاقية التي يعانيها أهالي المخطوفين؟ أم أن هناك أسيرا إبن ست وأسيرا إبن جارية؟ إن هذه الحملة التي يشنها مناصروا الحزب ليست أكثر من عواء هدفه طمس هذا الانجاز الكبير الذي حققته الأجهزة الرسمية اللبنانية .