مع اقتراب عام 2016 انشغلت الوسائل الإعلامية بعلماء الفلك والمتوقعين و بالأحرى بالمخادعين الذين يدعون معرفتهم بعالم الغيب وسارعت مواقع التواصل الإجتماعي إلى تناقل التنبؤات بسرعة رغبة منها في جذب أكبر عدد من المشاهدين ومن رفع نسبة قرائها أيضا.
وكان لبرنامج للنشر حصة من هذا التوقع فاستقبلت الإعلامية ريما كركي عالم الفلك "أحمد شاهين" الذي يدّعي أنه كائن نصف فضائي، هذا الأمر الذي أثار سخرية الإعلامية تجاهه. و
بعد ان طلبت كركي سماع عدد من تنبوءاته اوقفته مسرعة نظرا للأشخاص الذي قال أنهم سيموتون قبل نهاية العام 2016،ومنهم الفنان عاصي الحلاني الذي قيل أنه سيموت عن عمر يناهز 52 سنة والفنانة هيفا وهبي عن عمر يناهز 78 سنة كما توقع وفاة سامي الجميل بطريقة طبيعية والياس الرحباني والفنانة فيروز، هذا الامر الذي قد يؤثر سلبا على الفنانين كما أنه يعتبر نوعا من الحرب النفسية التي تضع الشخص في حالة ترقب وحذر من اقتراب ساعة موته، وهذا ما يوجب طرح هذا السؤال من يعطي الحق لقنواة تلفزيونية او برامج من هذا النوع ان تسيء لإنسان نفسيا؟
لكن المفاجىء في الأمر ان كركي قبل نهاية الفقرة استخدمت كعادتها أسلوب السخرية مع شاهين فقالت له حرفيا "ما تفكر نحنا مستقبلينك لانك شي مهم نحنا بس لحتى نشوف شو حتحكي" ورغم هذه الإهانة العلنية إلا أن شاهين لم ينبث إلا بكلام محترم .
هذا الأمر المرفوض من قبل كركي والذي دل على فوقية في التعامل مع الضيوف كالعادة لم يضف في سجلها سوى فشل فوق فشلها. ومن المؤكد اننا لا ندافع عن شاهين أو غيره من المتنبئين الذين يتسللون إلى عقول المشاهدين من أجل ايقاعهم في فخ شعوذتهم واحتيالاتهم إنما نهاجم من يفتح أمام هؤلاء مجالا لايصال صوتهم الكاذب والذي يرفضه اي دين كما أنه يصب ايضا في خانة الشرك بالله. وفي هذا السياق يجب القول والتوجه إلى الإعلاميين ومنهم ريما كركي الذين يعتقدون أن ببرامجهم هذه قد يحلون "قضية الشرق الأوسط" أن تكفوا عن هذه الألاعيب التي تعتبر بحد ذاتها دجلا وما هذا التصرف سوى رغبة في جذب المزيد والمزيد من الجمهور المشاهد الذي يدّعي أن الأمر لا يهمه لكنه في الحقيقة ينتظر سماع توقعاتهم كما ينتظر تحققها.
فهذا الإستخفاف بعقول المشاهدين يجب وقفه من قبل رقابة يتم فرضها على المواد الإعلامية وبالتالي يجب معاقبة ليس فقط الدجالين والمحتالين إنما من يحاول استقبالهم وتبني صوتهم لو بطريقة استهزائية كما في الدول الأوروربية.