30 يوماً على بدء الطيران السوري قصفه في سوريا ، هذا القصف الذي بدأ تحت ذريعة محاربة الإرهاب والتطرف ، وإنهاء الظاهرة الإجرامية المسماة داعش ، وفي عودة إلى تقارير المرصد السوري الذي وثق مقتل 1502 مدنياً ومقاتلاً جراء آلاف الضربات الجوية التي استهدفت عدة محافظات سورية، منذ بدء الضربات الروسية .
وحسب بيان الإثنين الذي نشره المرصد ، فإنه من بين القتلى 485 مواطنا مدنياً من ضمنهم 117 طفلاً ، إضافة إلى 419 عنصراً من تنظيم "الدولة الإسلامية " ( داعش) ، و598 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام).
في دراسة سريعة لهذا العدد نجد أن ثلثه من المدنيين الذين لم يعودوا فقط ضحايا براميل الأسد المتفجرة بل أصبحوا اليوم تحت مظلمة طائرات حليفه الروسي الذي لا يفرق في قصفه بين طفل وإرهابي إذ بلغ عدد القتلى من الأطفال منذ أعطى لنفسه حق الدفاع عن بشار الأسد أكثر من المئة ، وفي ظل الصمت الدولي الذي لا يحاسب ، والدول الكبرى التي تندد لمقتل طيار أو اثنين ، فيما تهلل لمقتل المئات من المواطنين الذين لا ذنب لهم سوى أنّ زعيمهم "فاشي" ، وحليفه مجرم حرب ، وأنّ الاثنين بغطاء دولي يحاربون الإرهاب بالإرهاب ، ويقدمون الشعب أضحية لإقتناص عدد من المقاتلين .
لا يسعنا سوى أن نطلق صرخة للضمائر الميتة وللعروبة المسيسة وللإنسانية المضطهدة ، أن انصروا سوريا ، فسوريا اليوم تحت رحمة نظام وداعشين ، فما الدب الروسي إلا أكثر إجراماً من النظام والتنظيم ، وتدخله في المنطقة السورية لا علاقة له لا بإرهاب ولا بتطرف أنما هو فقط لتأمين قاعدة عسكرية ثابتة له في الشرق الأوسط ولو على حساب أرواح لا ذنب لها سوى أنها في مشرق عاثت به الظلمات .