بين دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للتسوية الشاملة في البلاد، ومبادرة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في الملف الرئاسي ، غرقت البلاد في فوضى سياسية عارمة عززتها جملة من المواقف والتحليلات والتسريبات الإعلامية فيما خصّ الملف الرئاسي، وجاءت هذه الفوضى كخطوة مدروسة ربما من قبل بعض السياسيين اللبنانيين لإعادة تحريك ملف الشغور الرئاسي من جهة، ومن جهة ثانية لحرق بعض الأسماء المتداولة في هذا الملف لصياغة أسماء أخرى قد تكون أقرب الى التوافقية التي كرستها دعوة نصر الله الى التسوية الشاملة .
وفي رصد أولى لصورة التطورات السياسية المتعلقة بالملف الرئاسي منذ لقاء الحريري _ فرنجية وما تبعه من مواقف وتحليلات واتصالات، فإن كل المؤشرات المتصلة بهذا الملف لا تبعد أن تكون سوى مناورات سياسية بعيدة كل البعد عن الأجواء الإيجابية التي أعقبت الدعوة إلى التسوية الشاملة .
وتأتي المواقف الحالية للأطراف المعنية في الموضوع الرئاسي كمناورات سياسية لا جدية فيها، وإن التداول ببعض الأسماء الجديدة يأتي أيضا في هذا السياق، سيما مع الصمت المطبق لبعض الرموز الاساسية المعنية بهذا الملف .
وعلى ما يبدو فإن ما يحصل اليوم هو مجرد مناورات سياسية لم تصل بعد الى الحديث عن تسوية شاملة خصوصا فيما يتعلق بالملف الرئاسي .