يُخفي أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» غصّتهم وخوفهم على مصير أولادهم الذين انقطعت أخبارهم منذ نحو سنة كاملة، وذلك من باب حرصهم على عدم إفساد الأجواء الإيجابية التي سادت خلال اليومين الماضيين لجهة الحديث عن إنضاج صفقة التبادل مع «جبهة النصرة» وإطلاق سراح العسكريين المخطوفين لديها، والتي ساهمت في تعميم أجواء الفرح والارتياح في صفوف أهاليهم.


يعتبر أهالي العسكريين لدى «داعش» أن الجهود التي بذلت في التفاوض مع «جبهة النصرة»، تُعتبر إنجازاً وطنياً إذا أثمرت إطلاق سراح العسكريين لديها، لكن هذا الإنجاز يبقى منقوصاً إذا لم يشمل العسكريين المخطوفين لدى «داعش» والذين من واجب الدولة أن تفتش عن مكان وجودهم سواء في القلمون السورية أو في مدينة الرقة، وأن تستخدم ما أمكن من الوسطاء للكشف عن مصيرهم، وعما إذا كانوا ما يزالون على قيد الحياة.
في الثاني من آب 2014 تمكن تنظيم «داعش» من أسر 11 عسكرياً في عرسال أُعدم منهم على التوالي خالد السيد وعباس مدلج، ليستقرّ العدد على تسعة عسكريين، هم: محمد يوسف، خالد مقبل حسن، محمود عمار، عبدالرحيم دياب، إبراهيم مغيط، سيف ذبيان، حسين الحاج حسن، مصطفى وهبي وعلي زيد المصري.


قبل عام كانت المفاوضات بشأن إطلاق سراح العسكريين تسير على خطين متوازيين مع «النصرة» و «داعش»، وكان المفاوضون ينقلون الى الدولة عبر خلية الأزمة أو الأمن العام اللبناني مطالب التنظيمين، وذلك قبل أن ينكفئ «داعش» عن الجرود، وتتوقف المفاوضات معه، وتغيب أخبار العسكريين التسعة، في وقت استمر فيه التواصل مع «جبهة النصرة» التي سمحت لأهالي العسكريين بزيارتهم أكثر من مرة عن طريق مصطفى الحجيري الملقب بـ «أبو طاقية».


وعبثاً حاول أهالي العسكريين التسعة معرفة أي معلومة عن مصير أولادهم، وهم غامروا أكثر من مرة بالصعود الى الجرود من خلال وسطاء للتفتيش عنهم، وفي المرة الأخيرة قبل نحو شهرين، التقوا بشخص عرّف عن نفسه بأنه أحد القياديين في «داعش» وأبلغهم أن العسكريين بخير لكن لا يمكن رؤيتهم، وبعد ذلك أعلن المفاوض الشيخ وسام المصري أنه تلقى اتصالاً من شخص قال إنه من «داعش» أبلغه فيه أن العسكريين بخير وأن التنظيم مستعدّ للتفاوض إذا كانت الدولة جادة بذلك، لكن عملية التفاوض لم تتحرك.


ولا يجد الأهالي تفسيراً لفصل ملف العسكريين بين «النصرة» و «داعش»، ولماذا توقفت المفاوضات مع الأخير، داعين الدولة الى القيام بواجباتها والى الاستفادة من أوراق القوة التي بحوزتها من خلال كل التوقيفات الأخيرة التي شملت قياديين من «داعش» وهي يمكن أن تستخدمها كورقة ضغط لمعرفة مصير العسكريين والسعي للإفراج عنهم.


ويقول نظام مغيط (شقيق المؤهل إبراهيم مغيط): نحن ننتظر ما ستسفر عنه عملية التفاوض مع «النصرة»، ونأمل أن تكون الخاتمة سعيدة بإطلاق سراح العسكريين لديها، فهؤلاء لهم عائلات وأبناء ينتظرونهم، لكن هذا الملف لم ينته بعد، فنحن أيضاً ننتظر أولادنا، لذلك سنعاود اتصالاتنا بكل أركان خلية الأزمة وبالرئيس تمام سلام، والوزير وائل أبو فاعور واللواء عباس إبراهيم، لاعادة إحياء هذا الملف، وسنتحرك مجدداً في كل اتجاه وفي الشارع من أجل الضغط على الدولة للقيام بواجباتها تجاه عسكرييها الذين انقطعت أخبارهم منذ سنة كاملة، من دون أن يحرك المسؤولون المعنيون ساكناً، فيما نحن لا نعرف إذا كان أولادنا على قيد الحياة أو لا.