ظهرت عراقيل في الساعات الاخيرة في طريق ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية حيث تأخر الرئيس سعد الحريري في إعلان الترشيح وذلك بعد أن تلقى إتصالاً من الدكتور سمير جعجع قال له فيه إنك لم تتشاور معنا وإنك تضعنا أمام الامر الواقع ونحن حركة 14 أذار حركة تشاورية ديموقراطية لا بد أن نتكلم مع بعضنا البعض قبل أن ينفرد شخص بالقرار وأنا أقول لك إن تحالفي معك ينتهي عندما تعلن ترشيح سليمان فرنجية، حاول الرئيس سعد الحريري شرح موقفه وأنه لبى دعوة السيد نصرالله وان الاجواء الاقليمية تسمح بتسوية لذلك مشى فيها لمصلحة البلاد كي لا تبقى بدون رئيس جمهورية.
أما العرقلة الثانية فجاءت من العماد عون لا بل هي الاولى في طريق العراقيل إذ قال العماد عون أنه يمشي بالوزير سليمان فرنجية مرشحاً للرئاسة لكنه يريد قانون إنتخاب يفرضه هو ويريد قيادة الجيش ويريد مركزاً هاماً وثابتاً للوزير جبران باسيل وهو منذ الآن يعلن أنه سيكون على تحالف مع الدكتور سمير جعجع في الانتخابات القادمة وسيكون الدكتور سمير جعجع على يميني وأنا على يساره سوية في الانتخابات النيابية ثم أرسل الدكتور سمير جعجع خبرا للسعودية ليقول لها أن هنالك تسرعاً بإبلاغ القرار ويجب إبلاغ الرئيس سعد الحريري التريث حتى لا تسقط 14 أذار في لبنان نهائياً ولم نعرف جواب السعودية لجعجع.
هذا وأفادت مراسلة الـ «أم تي في» من كليمنصو بأن اللقاء الديموقراطي يتجه للتريث تجاه التسوية وأن يعلن تبني ترشيح سليمان فرنجية.
أما الرئيس سعد الحريري فقد سأله أحد الصحافيين عما إذا سيعقد حلقة تلفزيونية لترشيح سليمان فرنجية فأجاب إبقوا جاهزين إما حلقة على التلفزيون وإما بيان رسمي وإما عبر تويتر.
وقامت ضجة في المحيط القريب من الرئيس سعد الحريري ضمن الطائفة السنية ومن نواب تيار المستقبل السنّة كذلك قامت ضجة في صفوف مسيحيي 14 آذار حيث ان الوزير بطرس حرب قال للرئيس سعد الحريري : «تريد منّا بشار آخر في القصر»، وهكذا وجد الرئيس الحريري نفسه مطوّقاً من المحيط السني ومن محيط مسيحيي 14 آذار وبانتظار حسم السعودية قرارها النهائي إمشي بترشيح فرنجية مهما كلف الامر وهذا لم يحصل وثم أن الكتائب اللبنانية إنضمت لتحالف جعجع - عون وأصبح هنالك تحالف ثلاثي مسيحي يشبه الحلف الثلاثي الذي كان في زمن كميل شمعون بيار الجميل وريمون إده فالمعالجة الآن هي لهذه العراقيل لمحاولة إقناع جعجع وعون وإنتظار جواب السعودية وعدم إحراج حزب الله بين فرنجيه وعون وخلال ثلاثة أيام يتبين الخيط الاسود من الخيط الابيض.
لكن ورغم هذه الاجواء، فان الجميع راغب بانتخاب رئيس جمهورية جديد والجميع يرحب بانتخاب رئيس جمهورية وإلغاء الفراغ الرئاسي وان تسير الدولة ومؤسساتها من جديد بعدما تعطلت اثر الفراغ الرئاسي وبعد الصراع العميق بين حزب الله والرئيس ميشال سليمان.
لكن الأمور لا تؤخذ بالمواقف المعلنة بل تؤخذ بالنوايا والاسرار الكامنة في الصدور، ولذلك فان العماد ميشال عون قد يرحب بترشيح حليفه الوزير سليمان فرنجية لكن هذا لا يعني ان العماد عون وافق ضمنيا على ترشيح الوزير سليمان فرنجية والعماد ميشال عون يشعر انه تلقى طعنة قوية في الظهر عبر ترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، واذا كان حزب الله يدعم العماد ميشال عون واذا كان حزب الله على علم بزيارة الوزير سليمان فرنجية الى باريس ولقائه مع الرئيس سعد الحريري فانه لم يكن متأكداً من ان الرئيس الحريري سيرشح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وان السعودية تضع فيتو على أي مرشح من 8 اذار ومن ضمنهم الوزير سليمان فرنجية.
أصيب حزب الله بالاحراج بعدما اعطى الوعد والعهد الرئيس الحريري بتأييد الوزير سليمان فرنجية وانه سيذيع بيانا باسم تيار المستقبل عن تأييد الوزير سليمان فرنجية، لكن العماد ميشال عون مع ذلك ينظر بريبة الى موقف حزب الله ويريد منه ان يستمر في دعمه لرئاسة الجمهورية وان يقاطع جلسات الانتخاب حتى لو تم تأمين النصاب بغياب حزب الله فان العماد ميشال عون يرغب بذلك، لكن حزب الله الذي طرح التسوية وقال ان التسوية هي اخذ وعطاء يوافق على الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية وهو متفاجىء بموقف السعودية كيف وافقت على الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية. ومن أوصل القناعة السعودية الى قبول أن يكون الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية وهو حليف الرئيس بشار الأسد وحليف حزب الله اللذين تعارضهما السعودية وتخوض صراعا عنيفا معهما.
بالنتيجة جاءت الموافقة السعودية وابلغ الرئيس سعد الحريري الموافقة وانه سيعلن رسميا ذلك عبر بيان او جلسة تلفزيونية خاصة، ولذلك يمكن ترجيح ان العماد ميشال عون بعد انتخاب الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ان يكون في خط المعارضة السياسية لعهد الوزير سليمان فرنجية وان يتطرف مسيحيا اكثر من السابق ويركز على الحقوق المسيحية ويركز كيف ان شخصية سنية اختارت رئيس الجمهورية وقررت ان هنالك فيتو على العماد ميشال عون ولا فيتو على الوزير سليمان فرنجية، وبالتالي سيقول للمسيحيين : تعالوا وانظروا من يختار رئيس الجمهورية الماروني في لبنان ان الذي يختاره هو الشخصية السنية من خارج الطائفة المارونية، بينما الشيعة يختارون رئيس المجلس النيابي والسنة يختارون رئيس الحكومة الذي يريدون اما رئاسة الجمهورية فيختارها الرئيس السني من خارج الطائفة المارونية.
ولذلك يمكن وضع العماد ميشال عون في خانة المعارضة السياسية لعهد الرئيس سليمان فرنجية المفترض.
اما بالنسبة الى الدكتور سمير جعجع فهنالك خلاف تاريخي مع عائلة فرنجية ومع زعامة آل فرنجية، وصحيح ان الوزير سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع تصالحا واجتمعا في بكركي، لكن النوايا بقيت هي ذاتها. هنالك حساسية كبرى بين بشري واهدن من جهة، وهنالك حساسية كبرى بين نظرية الدكتور سمير جعجع التي تعادي حزب الله في مواقفه وسلاحه، وتعادي الرئيس بشار الأسد في سوريا، وبين الوزير سليمان فرنجية الذي يتحالف مع حزب الله منذ 25 سنة واكثر، وبين الحلف التاريخي القائم بين الوزير سليمان فرنجية وعائلة فرنجية وعائلة الأسد في سوريا، وبالتحديد الوزير سليمان فرنجية يقول ان الرئيس بشار الأسد هو أخي، وانه لن يسقط في الحكم وانه مستمر وانه يدعمه بكل طاقاته.
في الظاهر قد يرحب الدكتور سمير جعجع بانتخاب رئيس جمهورية، كما كان يطالب دائما بالنزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس جمهورية، والان دقت الساعة وحان موعد الانتخاب، والمرشح الاوفر حظا بعد تأييد الرئيس سعد الحريري له والوزير وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري هو الوزير سليمان فرنجية وبالتالي، فان الدكتور سمير جعجع الذي كان يحضر جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس جمهورية لا يمكنه التغيّب عن جلسة انتخاب الوزير سليمان فرنجية، لكن الدكتور سمير جعجع سيكون معارضا أيضا مسيحيا وسياسيا لسياسة العهد ولسياسة الوزير سليمان فرنجية اذا تم انتخابه. هذا إضافة الى ان العماد ميشال عون والقوات اللبنانية تخطوا وثيقة النوايا المشتركة ومضوا في تحالف سياسي مشترك وقواعدهم تقترب من بعضها البعض ويمكن ان يكونوا في جبهة واحدة في حلف معارضة ضد عهد الوزير سليمان فرنجية اذا تم انتخابه.
اما حزب الكتائب وهو الحزب المسيحي الآخر، فيبدو ان زيارته للعماد ميشال عون امس الاول وللدكتور سمير جعجع أمس تعطي انطباعا بأن الكتائب لا تؤيد او تتحفظ على انتخاب الوزير سليمان فرنجية. واذا كان النائب سامي الجميل لم يؤيد الدكتور سمير جعجع في ترشحه لرئاسة الجمهورية، فان النائب سامي الجميل محرج في تأييد الوزير سليمان فرنجية، كونه لم يؤيد الدكتور سمير جعجع.
وقالت أوساط التيار الوطني الحر واوساط القوات اللبنانية انها تشعر ان حزب الكتائب ميّال الى معارضة او متحفظ على انتخاب الوزير سليمان فرنجية وقد يكون الحلف الثلاثي في البلاد بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميل او سامي الجميل، لكن الأرجح ان يكون هناك حلف ثلاثي يتشارك فيه التيار الوطني الحر مع القوات اللبنانية ومع حزب الكتائب.
واذا ما نشأ الحلف الثلاثي المسيحي وحصلت انتخابات نيابية فسيجتاح الحلف الثلاثي الأصوات المسيحية بشكل كبير ويحوز على كتلة نيابية وازنة جدا ولها قوتها في المجلس النيابي ولها ثقلها المسيحي الكبير وسيعاني من ذلك الوزير سليمان فرنجية الذي ضمناً لا يشعر بمشكلة مسيحية كونه ابن بيت ماروني ومن الطائفة المارونية، لا بل من مدينة تُعتبر متعصّبة مارونيا هي زغرتا.
الظاهر يكون بالاعلانات وقد يؤيدون الوزير سليمان فرنجية اما النوايا فتكون بالاعمال والاعمال تدل على ان حلفاً ثلاثياً مسيحياً مارونياً آت مع مسيحيين مستقلين ليجتاح الانتخابات النيابية المقبلة، خاصة ان قانون الانتخابات سيكون على قاعدة قانون 1960، وبالتالي يمكن القول ان تكتل الحلف الثلاثي المسيحي قد يحصل على اكثر من 50 صوتا داخل مجلس النواب.