اتفاق «التسوية الشاملة» تم على سلة متكاملة من رئاسة الجمهورية الى الحكومة الى قانون الانتخابات، ولذلك تؤكد مصادر عليمة ووفق المعلومات ايضاً ان الرئيس سعد الحريري سيعلن خلال 48 ساعة ترشيح النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، وان فرنجية سيحظى بتأييد معظم الكتل النيابية وسيتجاوز عدد اصوات النواب الذين سيصوتون لصالح فرنجية المئة نائب.
وحسب المعلومات، فان الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله اكد في خطابه الاخير على التسوية الشاملة وضرورة تقديم التنازلات المتبادلة للدخول الى هذه التسوية من اجل اخراج البلاد من ازمتها وبالتالي فان حزب الله ليس بعيداً عن التسوية وتفاصيلها وسيصوت الى جانب النائب سليمان فرنجيه والحزب قادر على ترتيب العلاقة مع العماد عون.
موقف العماد عون حتى الان «الصمت» لكنه مستمر بترشحه لرئاسة الجمهورية ولم ينسحب وعندما يتم اعلان ترشيح فرنجية «لكل حادث حديث».
اما بالنسبة للقوات اللبنانية فهي ضد ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية. فيما حزب الكتائب لديه تحفظه بالنسبة لترشيح فرنجية. ويتساءل مصدر في التيار الوطني الحر كيف يمكن ان تكون جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ميثاقية في غياب المكونات المسيحية الاساسية، واين الميثاقية في هكذا جلسة اذا عقدت؟ واضاف : واذا كان اجتماع الحكومة يحتاج الى «الميثاقية» فكيف اذا حصلت انتخابات رئاسة الجمهورية في غياب المسيحيين ومن دون ميثاقية ؟
اما اجواء عين التينة فأشارت الى ان ما جرى من مشاورات بشأن التسوية السياسية خلط الاوراق والرئيس نبيه بري سيقوم، اذا حسمت التسوية، بتوجيه دعوة الى عقد جلسة لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية.
واشارت المعلومات الى ان الرئيس بري سيحدد موعد الجلسة بعد اعلان النائب سليمان فرنجية ترشحه للرئاسة.
ـ مسلسل اللقاءات ـ
وقالت مصادر اخرى مطلعة على سير الاتصالات بشان التسوية السياسية لـ«الديار» ان حزب الله لن يعلن اي موقف قبل قيام الرئيس سعد الحريري بترشيح سليمان فرنجية رسميا، مشيرة في الوقت ذاته الى انه في حال طرح فرنجية من قبل كتلة المستقبل ليكون رئيسا للجمهورية سيشكل التيار العوني والقوات اللبنانية حلفا مسيحيا قويا ضد التسوية وسيسعى الاخيران الى ضم حزب الكتائب للحلف لسحب الغطاء المسيحي كليا عن سليمان فرنجية. وبطبيعة الحال سيؤدي ذلك الى عزل فرنجية مسيحيا في حين سيفوز الاخير بأصوات كتلة الرئيسين الحريري وبري والنائب جنبلاط. وعليه لن يصل الرئيس المسيحي القوي الى سدة الرئاسة بحسب المصطلحات التي تستخدمها الاحزاب المسيحية الرئيسية. وكشفت المصادر ان العماد ميشال عون ارسل النائب ابراهيم كنعان الى معراب للتحضير مع القوات اللبنانية لحلف بوجه ما يجري ضد الساحة المسيحية، مشيرة الى ان تراجع النائب وليد جنبلاط عن عقد مؤتمر صحفي ليعلن مواقفه المؤيدة لفرنجية، يعود لمعرفته باحتمال قيام الحلف المسيحي ولذلك اختار جنبلاط التروي في هذه المرحلة.
واللافت ان اجتماعا ضم المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله الحاج حسين الخليل ومسؤول لجنة الارتباط في حزب الله وفيق صفا مع وزير الخارجية جبران باسيل، حيث كان باسيل حازما بالاصرار على عدم انسحاب عون من معركة رئاسة الجمهورية وخوضها حتى النهاية ودون مساومات، موحيا من باب العتب بأن حزب الله كان على علم بزيارة فرنجية لباريس للقاء الحريري وان هناك قـناعة لدى العونيين بهذا الامر وطالب بموقف حاسم. رد الخليل بأن الحزب لا يفرض اي شرط على حلفائه وهم احرار حتى ان العماد عون عندما التقى الرئيس الحريري كان حرا بقراره وحزب الله يومذاك لم يعترض على الامر، مشددا على ان هذه هي طريقة الحزب في التعامل مع حلفائه.
وتابعت المصادر انه بين طرح الرئيس الحريري لفرنجـية بشكل رسمي وتمسك العماد ميشال عون بترشحه لرئاسة الجمهورية، وجد حزب الله نفسه في موقف حرج، اذ ان سماحة السيد حسن نصرالله ما زال يؤيد عون طالما الاخير مستمر بترشيح نفسه لكنه في الوقت ذاته يؤيد ايضا فرنجية، الامر الذي قد يؤدي الى احتمال عدم مشاركة نواب حزب الله في التصويت في جلسة انتخاب الرئيس.
ورأت تلك المصادر ان الجهة التي سربت لقاء الحريري - فرنجية ارادت ان تحدث بلبلة في صفوف 8 اذار من جهة و14 اذار من جهة اخرى لان العماد عون علم بذلك بشكل فجائي وكذلك حال القوات اللبنانية والمسيحيون المستقلون في 14 اذار فبدى الامر وكأنه لقاء تواطئ على حلفاء الحريري من جهة وعلى حلفاء فرنجية من جهة اخرى. وتساءلت عن اهداف الجهة المسربة «هل هي لاحراج حزب الله مع حلفائه ام لافشال الاجتماع ومنع التمهيد الايجابي للتسوية ومنع حزب الله من تسويق التسوية مسبقا مع عون؟».
وفي السياق ذاته، اثار تأييد السعودية للنائب سليمان فرنجية تساؤلات كثيرة في اوساط السياسية وحتى داخل حزب الله تحديداً، فقبول الرياض بسليمان فرنجـية المرتبط بصلة عميقة بنظام بشار الاسد سياسيا وعائليا ورفض العماد عون رغم ان الاخير لم يزر سوريا منذ بدء الصراع الدموي السوري وارتباطه بنظام الاسد ليس بـعمق ارتباط فرنجية بالاسد، وبمعنى اخر «ما هي الـنقاط الايجابية في فرنجية التي لم ترها الرياض في عون؟». وعلــيه، بررت المصــادر المطلعة الخيار السعودي لعدة اسباب منها:
* وصول السعودية الى أفق مسدود في حربها ضد اليمن وطلب الولايات المتحدة من المملكة التحاور مع ايران حول اليمن ولذلك ابدت بعض الليونة في لبنان.
* قبول فرنجية باتفاق الطائف وعدم رغبته بتغييره وهذا ما يثير ارتياحا سعوديا بما انها عرابة هذا الاتفاق، فيما العماد عون معارض للطائف وسيسعى لتعديله او تغييره في حال وصوله الى سدة الرئاسة.
* تقدم الجيش العربي السوري على اعدائه في الميدان الى جانب التدخل الروسي الداعم للاسد فانعكس موقف الرياض في لبنان بموقف مرن.
* تباينات داخل المملكة العربية السعودية وانحياز فريق لفكرة دعم ترشيح فرنجية.
وتعقيبا على القبول السعودي بفرنجية افادت المصادر بان الرئيس بشار الاسد ابدى استغرابه لترشيح حليف له في لبنان، متسائلا ما هي الرسالة التي تريد السعودية ايصالها للبنان وسوريا. كما تساءلت المصادر: «هل تكمن مصلحة الرئيس بشار بوصول فرنجية للرئاسة في الوقت الحاضر؟».
واشارت المصادر الى ان عقبات جدية تعترض التسوية وكشفت أن ما سرب عن اتجاه لدى الرئيس سعد الحريري لاعلان الترشيح رسميا في مقابلة تلفيزيونية يوم الاحد امر مبالغ فيه، اذ ان الحريري اكد انه لم يحدد كيف واين ومتى سيعلن الترشيح. ربما سيعلنه في بيان او على تويتر، علما بأن الرئيس بري ابدى خشيته من ان تؤدي المماطلة والتأخير في اعلان الرئيس الحريري للتسوية الى تطييرها.
وتؤشر المصادر «الى ان 8 و14 آذار انتهيا وهناك تحالفات جديدة وتموضع جديد للقوى» وسألت «هل قطعت العلاقة بين الحريري وجعجع؟ وماذا عن العلاقة بين السعودية والدكتور سمير جعجع، خصوصاً ان السعودية تصر على العلاقة المميزة مع جعجع»؟ وتؤكد المصادر «ان التسوية تخدم الرئيس سعد الحريري المصر على العودة الى رئاسة الحكومة لترتيب اوضاعه سـعودياً ومحلياً وعندها ستتعامل السعودية مع الحريري كرئيس للحكومة في ظل علاقة متوترة بين الحريري وفريق سعودي كبير ومؤثر في السياسة السعودية. وتشير المصادر الى وجود حرص سعودي على العلاقة مع جعجع وستحاول السعودية اقناع الدكتور جعجع بالدخول في التسوية رغم ان العلاقة بين الحريري وجعجع تصدعت.