منذ بدأت الإتفاقات المضمرة تخرج إلى العلن ، انقلب الشارع شعبوياً على ثورة الأرز والرابع عشر من آذار ، فالمؤمنون بنهج الشهيد رفيق الحريري ومن يتأملون خيراً من وريثه سعد ، فوجئوا بتبدل الخط السياسي لتيار المستقبل عبر مواقف الحريري الابن الأخيرة أو بالأحرى سعيه الدؤوب لجلب حليف بشار "فرنجية" إلى قصر بعبدا ...
هذا الخيار الذي اتبعه سعد تحت ذريعة انقاذ لبنان ، أحرج به الأفرقاء ، وأرضى الطرف الآخر ، وخسر الكثير من الداعمين والمناصرين الذي لم يعودوا يجدون به رجل المرحلة السياسية التي كان يمثله الرفيق .
التسوية قد استوت ، أمر أصبح لا جدال به ، غير أنّ المؤكد هو التسكر الذي سيصيب قوى الـ 14 آذار عبر خروج الحكيم من أبوابه ، والإنشقاقات التي ستصيب كتلة المستقبل عبر مغادرة العديد من النواب صفوفها ولا سيما نواب السنة من أهل الشمال .
لتشهد الساحة السنية اللبنانية والتي يعتبر سعد الممثل الأول لها ، ولادة تيار جديد من صميم المستقبل ليقدم الطعون في أداء المستقبل .
هذا التيار الذي يستعد للولادة عبر تلاقي الأطراف "مواقفياً" ، وبالتالي هذا التمحور السياسي العفوي سيدخل مرحلة المخاض والجدية السياسية لحظة حصول المبادلة "حكومة برئاسة" ، في حينها فقط سيتوجه الجمهور المستقبلي السابق للإنخراط في هذه الموجة الجديدة دفاعاً عن دماء الشهيد ، وانتقاداً لسياسة "مستر سلفي" (لقب أطلقه محبو الشيخ السعد اعتراضاً منهم على التسوية ) المندرجة في نهج الممانعة .