لكل شيء ثمن في لبنان حتى المناصب السياسية تباع وتشترى فها هم مسيحيو لبنان يتعاملون مع بعبدا وكأنها إرث يملكونه أو يستحوذون على صك بيعه ، فيتجارون به ويحددون تسعيراتهم .
ومن هؤلاء السماسرة العماد ميشال عون ، الجنرال العائد من المنفى والذي هرب يوماً ما تاركاً خلفه كل من القصر والوطن والجيش ، عون العائد مع طواحين الهواء طامحاً بإسترداد الماضي المناصبي من قيادة جيش لرئاسة جمهورية .
غير أنّ أحلام جنرال البرتقال اصطدمت مع قوى الواقع ، والتي وجهت إليه الصفعة الأولى خسارته للمؤسسة العسكرية دون أي مقابل إذ تنجح كل ضغوط التيار الوطني الحر في إجبار الأفرقاء على تنصيب الصهر العوني قائداً للجيش ، كما ولم ينل عون لقاء الخسارة أي جائزة ترضية .
وانطلاقاً من هذه التجربة المريرة والتي ما زال طعمها متفشياً في حنجرة التيار ، ها هو اليوم الجنرال بحنكة جديدة على تعاطيه السياسي ، يتحاشى تكرير هذا الخطأ فيقدم على بيع كرسي بعبدا والذي لا يملكه أصلاً لقاء عدد من الوزارات الهامة وهي الداخلية والدفاع والإعلام والطاقة و التي كما اشارت مصادر يشترط توزيعها على أصهرته كمناصب تشريفية الأغلب منهم ليس أهلاً لها ، مقابل توقيعه على مجيء فرنجية رئيساً توافقياً .
فإن كان هذا هو الثمن الذي سيتلقاه عون فما هي فاتورة جعجع المطروحة ، وهل ستتحول الحكومة اللبنانية كرمى لتسوية ( غير مقبولة لبنانياً ) حكومة قواتية برتقالية ؟
ما يترتب على هذا الإستفهام نضعه برهن المرحلة القادمة ، وبرهن المحاصصات السياسية ولعبة الحقائب والكراسي .