على وقع قرع طبول الحرب الاقليمية في سورية بعد إسقاط المقاتلات التركية طائرة حربية روسية فوق سورية، بقي المشهد الداخلي مضبوطاً على إيقاع الحوار وإعادة تفعيل الحكومة واستكمال دورة العمل التشريعي، فيما بقي ترشيح الرئيس سعد الحريري وقوى 14 آذار للنائب سليمان فرنجية تحت المجهر وفي واجهة الحديث السياسي بعد لقاءات باريس الاخيرة.

وفي حين اعلن فرنجية بعد مشاركته في طاولة الحوار امس "مواربة" انه التقى الحريري في باريس، أكد بشكل واضح ان خبر ترشيحه من قبل الحريري جدي لكنه غير رسمي وعندما يعلن رسمياً يعطي موقفه وان حتى الساعة مرشحنا ومرشح فريق 8 آذار هو رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الذي غاب امس عن طاولة الحوار ومثله امين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان.
حوارياً التأمت طاولة الحوار في عين التينة امس في جولتها الحادية عشرة، فقفزت فوق بند الرئاسة وتحاشت الغوص في التفاصيل، مؤثرة تركها للمفاوضات الدائرة في الكواليس، وركزت اهتمامها في المقابل على سبل تفعيل العمل الحكومي، حيث أشار رئيس الحكومة تمام سلام الى ان حل مسألة النفايات بات قريبا، والى مقاربة قانون الانتخاب.

واذا كانت لقاءات باريس وترشيح رئيس تيار المردة لم يحضرا لا من قريب ولا من بعيد على الطاولة، فانها كانت حاضرة في اجتماع ضم رئيس المجلس نبيه بري بفرنجية قبل الحوار، وآخر جمع نائب رئيس المجلس فريد مكاري بالرئيس فؤاد السنيورة الذي سئل "هل بات فرنجية مرشحكم"؟ فأجاب "ان شاء الله خير". ودلت تصاريح المشاركين في الحوار الى ان "التسوية" التي يعمل على وضعها عبر سلة حلول متكاملة، لم تعد بعيدة.

أما في مجريات الجلسة، فركز بري في مستهلها على ضرورة تفعيل عمل الحكومة، مذكرا بما قاله سلام عن انه لن يدعو الى جلسة قبل ان يكتمل ملف النفايات. وتمنى الاسراع في انجاز هذا الملف، لافتا الى أن لجنة التواصل النيابية كلفت اعداد قانون جديد للانتخابات.
وافادت معلومات ان "البحث تركّز على ضرورة تفعيل عمل الحكومة من باب حلّ ازمة النفايات واعتماد خيار الترحيل، والكل وافق على ذلك"، ولفت الى ان "الرئيس سلام ابلغ المتحاورين انه سيدعو قريباً الى جلسة للحكومة ببند وحيد على جدول اعمالها اقرار خطة الترحيل بعد فرز العروض المُقدّمة من شركات عدة اثر اختيار السعر الادنى".

في سياق آخر اعلنت طهران امس عن التعرّف على جثة السفير الإيراني السابق لدى لبنان غضنفر ركن آبادي، الذي كان من ضمن المفقودين نتيجة حادثة تدافع منى التي وقعت في 24 أيلول الماضي في السعودية. وأشار مصدر مطلع لوكالة "فارس" الإيرانية إلى أنه سيتمّ نقل جثمان آبادي إلى ايران.