انتهت انتخابات رئاسة الجمهورية وقررت الأكثرية تأييد الوزير سليمان فرنجية برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي سيعلن ترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية في الأيام المقبلة، وربما في القريب العاجل. ووافق الوزير وليد جنبلاط على تأييد الوزير سليمان فرنجية، اما الرئيس نبيه بري فهو الذي طبخ الطبخة مع جيلبير شاغوري، وجيلبير شاغوري هو رجل اعمال كبير في نيجيريا وجاء بأموال كثيرة له الى بيروت نقدا بطائرات خاصة ومرت بسحر ساحر. وهو مموّل اطراف عديدة في لبنان، بملايين الدولارات.
مجيء الوزير سليمان فرنجية بعد سنة ونصف من الفراغ سيعطي مناخا إيجابيا في البلاد ويلغي فراغ رئاسة الجمهورية ويبدأ عمل المؤسسات على كل الأصعدة وتتألف حكومة جديدة وتتفاعل هذه الحكومة مع مشاكل الناس ومع الأمور الجامدة التي لا تتحرك. ويعطي ذلك املا وإيجابية للشعب اللبناني كي يبدأ من جديد النهوض والعمل في ظل رئيس جمهورية يتمتع بشخصية قوية وبنفوذ قوي في طائفته المارونية.
اما الطبخة التي طبخها الرئيس نبيه بري مع جيلبير شاغوري فيقول البعض انها تتناول أيضا قضية قائد الجيش، فالشاغوري اخذ على عاتقه ان «يمون» على الوزير سليمان فرنجية بأن يأتي العميد شامل روكز من الاحتياط ليكون قائدا للجيش وذلك ارضاء للعماد ميشال عون، مقابل تأييد العماد ميشال عون للوزير سليمان فرنجية. وهكذا تكون رئاسة الحكومة للرئيس سعد الحريري او لمن يعيّنه الحريري، علما ان الرئيس سعد الحريري في الشارع السني اصبح اضعف من السابق ولم يعد قويا مثلما كان منذ 5 سنوات.
وبالنسبة لرئاسة مجلس النواب فهي دائما محسومة للرئيس نبيه بري وهو على علاقة ممتازة مع الوزير سليمان فرنجية وستكتمل هذه العلاقة بعد انتخاب الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ويستمر الرئيس نبيه بري في رئاسة المجلس ويكون التنسيق كاملا بين تيار المستقبل وحركة امل، والوزير سليمان فرنجية ولكن الجميع سيكونون تحت مظلة حزب الله استراتيجيا، ذلك ان حزب الله هو الحزب الذي يتمتع بقوة شعبية وسياسية وعسكرية وديبلوماسية تؤهله ان يكون هو المظلة الاستراتيجية للاحداث في لبنان، فلا يستطيع الرئيس نبيه بري ولا يستطيع الوزير سليمان فرنجية ولا يستطيع الرئيس سعد الحريري اتخاذ قرار استراتيجي بالتدخل مثلا في قتال حزب الله في سوريا، كذلك لا يستطيعون التدخل في سلاح حزب الله في جنوب لبنان وتركيب الصواريخ لردع العدو الإسرائيلي. وفي الداخل ان كل ما يطلبه حزب الله هو ان لا تحصل فتنة سنية ـ شيعية وحزب الله لا يسمح بها ولن يتنازل عن سرايا المقاومة لانها عناصر مؤيد ة للمقاومة لانها لا تستطيع ان تكون في جسم المقاومة العسكري على الجبهات بل هي ضامن شعبي مؤيد لسلاح المقاومة ولخط المقاومة، وبالتالي فان حزب الله لا يمكن ان يتنازل في سبيل أي طرف عن سرايا المقاومة، حتى لو طلبها منه الرئيس سعد الحريري او الوزير سليمان فرنجية او الرئيس نبيه بري او غيره.
سافر الوزير وليد جنبلاط الى باريس واجتمع مع الحريري الذي جاء من الرياض وايد ترشيح الوزير سليمان فرنجية والرئيس بري يؤيد الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري مع نوابه يؤيدون الوزير سليمان فرنجية .
اما بالنسبة الى العماد عون فليس عنده مبرر ان يرفض الوزير سليمان فرنجية طالما ان الوزير سليمان فرنجية هو واحد من 4 أقوياء اجتمعوا في بكركي وقالوا ان رئيس الجمهورية يجب ان يأتي من 4 وهم الجميل وجعجع وعون والوزير سليمان فرنجية ولذلك فالوزير فرنجية له الحق بالترشح لرئاسة الجمهورية ولا يستطيع العماد عون الاعتراض عليه، كونه وافق منذ الأساس ان يأتي رئيس من 4 شخصيات اعتبرتهم بكركي واعتبروا انفسهم انهم الأقوى على صعيد التمثيل الماروني. ولن تتغير الأمور كثيرا في البلاد ذلك ان حزب الله يسيطر على الجنوب والبقاع والوزير وليد جنبلاط يسيطر على الجبل وبعض التغييرات قد تحصل في جبل لبنان، اما في الشمال، المسيحي مقسوم بين جعجع وفرنجية، والسنة في الشمال يتجهون نحو السلفية ويبتعدون عن الرئيس سعد الحريري تدريجيا. وهو لم يستطع حتى ضمان طمر النفايات في بلدة سرار في عكار رغم كل ثقل الرئيس سعد الحريري في هذا المجال.
انتخابات الرئاسة تم حسمها ولا بد من ان تعطي دفعا اقتصاديا نحو الإيجابية ونحو الأمان، وكثيرون كانوا يعتقدون بأنه لن يكون هنالك رئيس للجمهورية في البلاد، وكثيرون يعتقدون ان آخر رئيس جمهورية ماروني جاء الى الرئاسة هو العماد ميشال سليمان، وكثيرون كانوا يعتقدون ان الفيدرالية او التقسم آت، ولن يكون هنالك رئيس للجمهورية في لبنان، وترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ومجيئه رئيسا سيعطي املا معنويا وروحيا كبيرا للبنانيين، ويعطي إيجابية في الأسواق الاقتصادية التجارية والصناعية والزراعية، إضافة الى دفعة إيجابية في المؤسسات الإدارية والوزارات ويكون هنالك مرجع في الدولة يسأل الوزراء ويرأس مجلس الوزراء عندما يحضر عن الاعمال وعن القرارات التي تتخذها الحكومة ويتابعها، وبالتالي هذا الامر كان مفقودا في السابق طوال سنة ونصف، اما اليوم فهو سيعود بايجابية مع انتخاب الوزير سليمان فرنجية الذي هو ملمّ بأمور البلاد وله خبرة سياسية هامة، ويعرف صداقاته وعداواته ويعرف ميزان القوى مع سوريا، وهو حليف الرئيس بشار الأسد ويقول ان الرئيس بشار الأسد هو أخوه، وهو لم يتناول امام الرئيس سعد الحريري علاقته مع الرئيس بشار الأسد، بل سيزور سوريا، وعندما يأتي الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية سيكون اول رئيس لبناني يزور سوريا منذ عام 2005 وستعود العلاقة السورية ـ اللبنانية الى طبيعتها بوجود الرئيس بشار الأسد والوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، لا بل سيكون هنالك تنسيق بين الجيش اللبناني والجيش السوري رغم ان الحكومة قد تعترض على ذلك، لكن الوزير سليمان فرنجية اذا وصل الى رئاسة الجمهورية سيأمر بأن يكون هنالك تعاون في كل المجالات بين سوريا ولبنان.
كذلك سيقوم الوزير فرنجية، اذا انتخب رئيسا للجمهورية، بزيارة المملكة العربية السعودية والفاتيكان وفرنسا وغيرها من الدول ليوازن في العلاقات ويبني علاقات ديبلوماسية مع هذه الدول، ويقدم لهما ضمانات بأن لبنان سيكون في ظله كرئيس للجمهورية، محافظا على المبادئ التي سار عليها الكيان اللبناني منذ الاستقلال وحتى الان.
ـ طاولة الحوار ـ
اما على صعيد طاولة الحوار، فقد «حكمتها» اجواء التسوية الشاملة ولقاء باريس وترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية في غياب العماد ميشال عون ومقاطعة النائب سامي الجميل للمرة الثالثة انطلاقاً من موقف الكتائب بعدم المشاركة في الحوار ما لم يتم انتخاب رئيس الجمهورية اولاً.
طاولة الحوار لم تناقش بالملف الرئاسي مطلقا، لكن فرنجية كان نجم «طاولة الحوار» وتعامل معه الجميع كرئيس لجمهورية لبنان وحرصوا على تبادل الحديث معه. وهذا ما جعل بري يعطي تكراراً الملاحظات للمشاغبين للعودة الى الطاولة.
واشارت معلومات بعض المشاركين على طاولة الحوار، ان اتضاح التسوية وترجمتها لن يستغرق طويلاً ولا يستبعد انتخاب فرنجية مع مطلع العام الجديد.
ـ ميقاتي: اؤيد الوصول الى تسوية ـ
قال الرئيس نجيب ميقاتي ردا على سؤال خلال دخوله الى جلسة الحوار: «انا اؤيد الوصول الى تسوية للاوضاع الراهنة، ولكن الامور لا تزال قيد البحث».
وسئل لدى خروجه عن كيفية تعامل «فخامة المرشح» سليمان فرنجية خلال الجلسة فقال: «ان سليمان بك هو ركن من اركان الحوار ومن القيادات اللبنانية البارزة، والاكيد انه من المرشحين لرئاسة الجمهورية».
ـ جنبلاط: التسوية تفصل لبنان عن دم المنطقة ـ
اما النائب وليد جنبلاط فأكد ان التسوية تفصل لبنان عن دم المنطقة، ويقول جنبلاط في حديث لـ«المدن» اذا كان سليمان فرنجية مرشح تسوية يخرجنا من هذا المأزق فلا مانع، وعن الموقف السعودي يقول جنبلاط «ليس لدي فكرة» الا انه في حال توصل اللبنانيون الى تسوية واتفاق في ما بينهم سيكون الحل صنع في لبنان تماما كما العام 1970.. ويؤكد جنبلاط ان افق التسوية في سوريا ما زال بعيداً، وعليه يرى جنبلاط «ان اهمية التسوية في لبنان اليوم هي فصل لبنان عن ما يجري من تطورات دموية في المنطقة قدر الامكان من اجل حمايته.
ولذلك يكرر جنبلاط انه لا يعارض هذه التسوية لاخراج البلاد من المأزق السياسي والاقتصادي والدستوري، دعا جنبلاط الى العودة للبيان الذي صدر بعد لقائه بالحريري، مشيراً الى ان الحريري يسعى الى الوصول الى تسوية عندما تعلن ملامحها بشكل واضح سيكون له موقف. وكرر التأكيد «اذا كان فرنجية مرشح تسوية يخرجنا من المأزق فلا مانع».