هبَّ معترضون يرفضون أن تزجّ "أم تي في" في تقرير إخباري بعنوان "النساء الانتحاريات"، اسم المقاوِمة سناء محيدلي مُلصَقاً باسم حسناء بو الحسن وانتحاريات أخريات من فصيل الدواعش. زَجٌ يعيد السؤال عن جدليات المصطلح والصراع على تصنيف الضحايا.
يجزم مدير الأخبار في المحطة غياث يزبك بأنّ النيات صافية، ومن غير الوارد أن تساوي "أم تي في" سناء محيدلي، بما تمثّل من نضال ضدّ العدو الإسرائيلي، بانتحاريات "الدولة الإسلامية" اللواتي يفجّرن أجسادهن بالأبرياء. هل هو لغطٌ إذاً، ولماذا تُعرّض المحطّة نفسها لهجمات ما بين هبّة وأخرى؟ يُكرر أنّ القصد لم يكن إنكار فضل محيدلي وسواها بدحر الجيش الإسرائيلي، و"إنما المحطة لا تخضع لقواعد ديماغوجية، ولا تفرض على محرّريها العمل وفق القوالب الجاهزة في منطق الأحزاب. نترك للمراسل الكتابة بذهنية ليبرالية خارج إطار ما قد تعتبر الأحزاب أنّ الخروج عن سياقه كفر، شريطة الإبقاء على النية الطيّبة. التحرّر من ديماغوجية الكلمة هو الأهم، والمحطة لا تجد نفسها مضطرة الى مجاراة المصطلحات وما تنهض عليه عقائد الأحزاب".
يشدّد بأنّ التقرير ما كان في وارد التقليل من شأن المناضلة الجنوبية. نسأله لماذا محيدلي بالذات، فيما أخريات أيضاً قدّمن أجسادهنّ فداء للوطن؟ يعزو السبب إلى قُصْر مدّة التقرير وعدم توافر صور لمقاومات سواها في أرشيف المحطة. نعود إلى مواقف أثارت فيها "أم تي في" السخط، لا سيما تردّدها أمام مصطلح "الشهيد" إثر التفجيرات، وما قد تقع فيه من زلّات تتعلّق بكيفية تغطية الحدث الفلسطيني وتجاوزات إسرائيل في غزة. يرفض المزايدات الوطنية ويرى أنّ "أم تي في" ستُرشق بالحجار مهما فعلت كحال الشجرة المثمرة. "النقل المباشر مجال واسع للخطأ، وفي الرسائل من غزة، سرعان ما نستدرك ذلك. ضحايا التفجيرات هم حتماً شهداء، ونحن أيضاً أبناء قضية. الفارق أننا نعبّر عنها بلا نفاق ونيات خبيثة".