شأن الشيخ عباس حايك أن يقول أو أن ينقل فهمه أو فهم آخرين للكتاب والسُنة وشأن المختلفين معه أن يردوا عليه بمثل ما قال بالرأي أو النيل منه جرياً وراء عادة أعتاد البعض عليها ممن استهوى واستسهل السبّ والشتم واللعن والتكفير وممن هم على مسافة بعيدة عن جادة الدين .
كان برنامج للنشر ناشراً لما قاله الشيخ حايك بخصوص مشاركة أنثى " محجبة " بمسابقة لملكة الجمال بطريقة أثارت جدلاً فيه ما هبّ ودب من الردود والأقوال والمواقف المستنكرة والمستغربة والمؤيدة وهذه مسألة طبيعية جداً لإختلاف الناس في ما يسمعون ويرون وهذا ديدن اللبنانيين الذين امتهنوا طريقة التعبير عن ما يحبون وما يكرهون في السياسة والدين .
لكن الملفت في الموضوع هو تدافع وتزاحم بعض أصدقاء الشيخ حايك للردّ عليه لغايات سليمة على الأحسن إلاّ أن توقيتها المباشر دلّ على استغلال لفرصة غير ثمينة لنكران ما قاله الشيخ وهم معذرون لو أنهم غير مقتنعين بما قاله الشيخ أو أنهم انتظروا ريثما تهدأ موجة الردّ القاسية على شخص الشيخ لإبداء حقهم في الاختلاف مع صديق لهم ، لكن ما فعلوه دلّ بشكل واضح على المساهمة في الاستهداف وللأسف هذا ديدن الكثيرين ممن يدّعي الإصلاح في السياسة أو الدين لذلك سقطت وفشلت في السابق المحاولات الإصلاحية للبعض في الوسط الشيعي وبدت ادعاءاتهم فاشلة لخذلان أنفسهم قبل غيرهم من خلال النيل منها بقسوة أشد من قسوتهم على الآخرين ممن يختلفون معهم .
على الشيخ حايك أن يحترم من يختلفون معه حتى ولو شتموه ولكن عليه أن يُمعن النظر أكثر في الذين قالوا له أكفر فلما كفر قالوا انّا بريئون منه انّا نخاف الناس وكفرُ الشيخ هنا هو بالعادات والتقاليد لا بالدين الذي نذر نفسه لخدمته على مذهب أهل البيت عليهم السلام .