فيلم "الأكش" في شوارع لبنان مستمرّ، وعدد الضحايا يتزايد تدريجيّاً. سجّل الأسبوع الفائت أكثر من خمس وثلاثين حالة سرقة على الدراجة الناريّة في منطقة بيروت. ونخشى أنّ "الحبل على الجرّار"...
قصد ر. ش. منطقة برج حمود يوم الجمعة الفائت. كان يركن سيّارته في شارع النهر، ظهراً، حين أوقفته دراجة ناريّة قال له من يقودها: "أنا من المخابرات، وفي عمليّة سرقة بالمنطقة، بدّي اتأكّد من هويتك". للوهلة الأولى، صدّقه ر. باعتقاده أنّ رجال الاستخبارات يرتدون ملابس مدنيّة، الأمر الذي يسهّل تأديتهم لعملهم.
وما أن همَّ ر. ش. بسحب هويّته، حتّى سحب منه رجل المحفظة، بحجّة التدقيق فيها. طلب ر. من الرجل بطاقة تعرّف عنه، فأجابه: "روق، رح إلّك أنا مين". وكان بحوزة ر. مبلغ ألف ومئتي دولار أميركي، خصّصها لشراء بضائع لمصنعه. وفي لحظة مباغتة، سحب سائق الدراجة المبلغ ومفاتيح السيّارة من ر.، رمى محفظته أرضاً ومضى بطريقه، باتجاه جسر الأشرفيّة.
ترك السارق، المدّعي صفة رجل استخبارات، سيّارة في منتصف الطريق غير مركونة. رجل مذعور يحاول تمالك أعصابه. أوقف الأخير سائق سيّارة تاكسي وتوسّل إليه كي يلحق بالسارق، لعلّه يستعيد على الأقلّ مفاتيح السيّارة. بعد دقائق، وصل سائق دراجة ناريّة، سوري الجنسيّة، وبحوزته المفاتيح قائلاً: "أعتقد أنّها لك، وجدتها على الجسر.. مش كلّ السوريين مش كويسين". فتوجّه ر. ش. إلى مخفر برج حمود حيث تقدّم بشكوى عن السرقة، ووعده الضابط المسؤول بالتعاون السريع لإيجاد السارق.
استدعي ر. ش. صباح أمس إلى مكتب التحقيق في ثكنة الحلو، حيث تمّ التعرّف، بالصورة، على هويّة السارق، وهو من عائلة الحمصي، ويترأس عصابة تقوم بأعمال السرقة والنشل، وهو من أصحاب السوابق وكان أُطلق سراحه من السجن من شهر تقريباً، فعاد ليمارس أعمال السرقة، حرّاً طليقاً، بلا عبرة ولا توبة. وما تزال القوى الأمنيّة في صدد البحث عنه، علّها تنقذ ضحايا جدداً من قبضته...