كل المعطيات المسربة عن اللقاءات المحلية والسياسية في باريس، تؤكد ان طبخة التسوية الشاملة للازمة اللبنانية باتت شبه منجزة، وان النائب سليمان فرنجية بات المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية اللبنانية بنسبة 60% واكثر، وان اللقاء الباريسي بين الرئىس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية في منزل رجل الاعمال جيلبير شاغوري لم يأت من العدم، بل سبقته اتصالات سياسية مكثفة ولقاءات محلية واقليمية ودولية وجس نبض لسفراء اجانب وعرب افضت الى اعطاء الضوء الاخضر لانجاز التسوية الشاملة في لبنان ووصول النائب سليمان فرنجية لسدة رئاسة الجمهورية، خصوصاً ان المعطيات السياسية تؤكد ان الرئىس الحريري لم يكن بامكانه الاقدام على هذه الخطوة لولا حصوله على الموافقة السعودية.
وفي المعلومات ان الرئيس نبيه بري وصديقه الشخصي جيلبير شاغوري قاما بـ«طبخ الطبخة» وتوليا الاتصالات وازالة الالغام وتفكيكها. فالرئىس نبيه بري تولى التسويق وطرح الفكرة محلياً ومع اصدقائه العرب، فيما تولى صديقه جيلبير شاغوري عبر علاقاته المحلية والدولية تسويق الفكرة واعتبارها الحل الواقعي والطبيعي لخروج لبنان من ازمة الفراغ الرئاسي. كما عمل بري وشاغوري على خط الرئيس سعد الحريري، الذي وافق على المبادرة وبدأ الحريري على الفور تسويقهامع النائب وليد جنبلاط الذي اعطى موافقته وكان الرئيس بري اقنع جنبلاط بترشيح النائب سليمان فرنجية بعد اعطائه الضمانات التي بددت هواجسه وقلقه، بالتالي، وبعد اعطاء النائب جنبلاط موافقته فان الرئيس سعد الحريري سيعلن ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اللبنانية، كما ان الحريري وضع حلفاءه في معطيات ترشيح سليمان فرنجية.
وتشير المعلومات الى ان الطبخة الرئاسية التي تولاها بري وشاغوري بدأ التحضير لها منذ اشهر، كونها تشكل المخرج لازمة الاستحقاق الرئاسي بعد الفيتوات المتبادلة من القوى السياسية في 8 و14 آذارعلى العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع.
هذه الطبخة السياسية والتي ستنتج تسوية وصول النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اصبح الجميع في اجوائها الحقيقية والجدية في الداخل اللبناني، وبدأت القوى السياسية تتعاطى معها كأمر واقع، ولم يعد باستطاعة اي فريق سياسي القول ان لقاء الحريري ـ فرنجية لم يتوصل الى تسوية سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وسعد الحريري لرئاسة الحكومة، وباتت القوى السياسية المحلية المعارضة والمؤيدة في تفاصيلها.
وحسب المعلومات فان لقاء الحريري ـ فرنجية خيّم على اجواء الاتصالات في الرابية، وان لقاءات العماد عون ونواب تكتل التغيير والاصلاح كانت محصورة بأجواء لقاء باريس ودرس ردود الفعل ومدى التجاوب الاقليمي والدولي مع وصول النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وهل التسريبات عن الرضى الدولي والمحلي جدية؟ كما ان النقاشات لم تكن «مريحة» وظهر ذلك من تصريحات بعض نواب التيار الوطني بانه باتت لديهم قناعة بأن عدة اطراف لا تريد رئىساً قوياً للبنان.
ـ ...رئيس المستقبل عاد للرياض ـ
وفي السياق ذاته اشارت مصادر قريبة من الرئيس الحريري ان الأخير انهى اجتماعاته في باريس بلقاءين مع كل من النائب وليد جنبلاط ورئىس الكتائب سامي الجميل، وانتقل امس من باريس الى الرياض، مشيرة الى ان لقاءات الحريري تركزت على البحث في المخارج الممكنة للمأزق القائم وما يمكن ان يبنى علىه بعد مبادرة السيد نصرالله.
وفي الاطار ذاته، نقل زوار الرئيس بري عنه انه لم يكن على علم مسبق بلقاء الحريري ـ فرنجية في باريس وعلم به من الاعلام.
ولدى سؤاله هل جيلبير شاغوري الذي استضاف اللقاء هو صديقك؟ قال «انه صديقي وصديق فرنجية وصديق العماد عون، وهو مهتم بالاستحقاق الرئاسي، لكنني لم اعلم مسبقاً باللقاء».
وحول الحوار الذي يستأنف اليوم، قال الرئيس بري «البند الاول لا يزال الاستحقاق الرئاسي، لكنني سأحاول مرة اخرى التشديد على تفعيل الحكومة، وان طاولة الحوار مستمرة في عملها كالمعتاد».
اما حزب الله فما زال على صمته رافضاً اعطاء اي موقف بانتظار المزيد من المشاورات.
ورأت مصادر سياسية عليمة في 8 آذار ان لقاء الحريري ـ فرنجية جاء من ضمن المناخ الايجابي الذي هيمن على جلسة الحوار الاسبوع الماضي وما سبقها من مبادرة تقدم بها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لاجراء تسوية كاملة، وقالت ان اللقاء يدخل في اطار ترطيب الاجواء بين الرجلين وعرض للافكار حول قضايا الساعة خاصة ما يتعلق بالسلة الكاملة.
ـ ارهابي جديد في قبضة الجيش ـ
الى ذلك، أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني مازن أحمد الحاج حسين (الملقب أبو أحمد - وسعيد) لانتمائه إلى تنظيم داعش الإرهابي وقيامه بالتخطيط لأعمال أمنية.
وكان الموقوف شارك في الاشتباكات المسلحة في طرابلس، ضمن مجموعة الموقوف محمد أسعد الأيوبي، ولاحقا ضمن مجموعة الموقوف أحمد سليم ميقاتي، وبعد تطبيق الخطة الأمنية في طرابلس بقي على تواصل مع قادة المجموعات المسلحة وشاركهم في اللقاءات التي هدفت إلى تنسيق جهود هذه المجموعات لمواجهة الجيش، وشارك في هذه المواجهات بعد توقيف الميقاتي.
وقد بينت التحقيقات أنه بعد عودة الهدوء إلى طرابلس كان الموقوف يتلقى أوامره من المطلوب محمد عمر الإيعالي الذي طلب منه تجنيد شبان جدد، ووعده بأن يؤمن تنظيم داعش كل ما يلزم لإنشاء خلايا في طرابلس.
كما طلب منه الإيعالي التحضير لاستهداف مراكز الجيش بواسطة انتحاريين، وجهز عددا منهم بانتظار الحصول على المال والسلاح، وقد اشترط داعش على الحاج حسين إثبات جدية عمل الخلايا التي أنشأها من خلال تنفيذ ضربات ضد الجيش كمقدمة لدعمه لوجستيا وعسكريا. وعندما أحكم الجيش الطوق على مجموعته وأوقف زياد الرفاعي، قرر الحاج حسين السفر إلى الرقة حيث تم توقيفه ورُحّل إلى لبنان.