وكأن بملف الفساد الذي يأبى هجرة بلد النفايات السياسية يحاول أن يستهزىء باللبنانيين الذين لا يزالون يضعون بعض الثقة بأن النواب والوزراء الفاسدين أساسا قادرين على إغلاق ملفات الفساد في لبنان.
فرغم كل محاولات وزير الصحة وائل ابو فاعور للقضاء على هذا الفساد الذي يتجذر في كل مؤسسات الدولة الرسمية والمؤسسات الخاصة إلا أنه لا زال هناك بعض الإنفلات والتهرب من الواجبات تجاه المواطنين.
فالبارحة توفي الشاب أحمد خضر بعد تعرضه لحادث سير في جرود عكار وبحسب ما تناولت وسائل التواصل الإجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية الحادثة فإنه تم نقل الشاب أحمد خضر عبد المجيد، اثر حادث سير في جرود عكار الى مستشفى اليوسف حيث ابقي في سيارة الاسعاف لمدة تزيد عن نصف ساعة وبعد سجال بين عناصر الصليب الاحمر ومسؤولي طوارئ في المستشفى واصرارهم على رفض استقباله،توفي الشاب.
ورغبة منا في البحث عن الحقيقة أينما كانت كان لموقعنا إتصالا هاتفيا مع المدير الطبي في مستشفى اليوسف الدكتور يوسف عياش الذي نفى نفيا قاطعا أن يكون أحمد خضر قد توفي أمام المستشفى.
وقال د.عياش في التفاصيل التي رواها لموقعنا أنه "هناك تعاون بين عدة مستشفيات والصليب الأحمر حول نقل المرض الخطيرين"وأضاف أنه "تم إبلاغ الصليب الأحمر بعدم وجود أي مكان في المستشفى وذلك عند حوالي الساعة 2 بواسطة برقيات بينهما"
وأشار عياش إلى أنه "عند حوالي الساعة السادسة إلا عشرة تلقوا اتصالا بأن هناك مصابا يبعد حوالي الساعة عن المستشفى وسيتم نقله إليها فتم إخبار الصليب الأحمر بأنه لا مكان لديهم" وأكد أنه "برغم ذلك لم يقصروا بواجباتهم اإنسانية والمهنية تجاه المريض فبعد نقاش بين موظفي الطوارىء والصليب الأحمر بسبب عدم وجود أسرة فارغة إتصل الموظف بالطبيب المناوب وصعد لمعاينته في الإسعاف فتبين أنه في حالة تشويش ويعاني من كسور في صدره أي أن وضعه حرج ويحتاج إلى العناية الفائقة"
وشدد عياش على أن "أهل الشاب أصروا على نقله إلى مستشفى أخرى عندما علموا بخطورة إصابته"ونفى نفيا قاطعا أن يكون الضحية توفي أمام باب المستشفى.
إذًا،هذه هي الحادثة كما تم التصريح بها لموقعنا وللمزيد من المعلومات حاولنا الإتصال برئيس إقليم الشمال في الصليب الأحمر للتأكد من صحة البرقية التي أفادنا بها الدكتور عياش إلا أنه لم يجب.
ولكن هنا، يجب تسليط الضوء أنه مهما حاولت المستشفى بحججها إزالة هذه المسؤولية عن كاهلها ونقلها إلى سلة الصليب الأحمر اللبناني إلا أن وزارة الصحة طلبت سابقا من كل المستشفيات استقبال أي مريض في حالة حرجة لو بدم وجود اسرة كافية.
وبما أن باب التحقيق قد فتح فإننا نأمل أن يتم إصدار العقاب اللازم بالجهة المسؤولة مهما كانت كي نحتفظ على الاقل بأرواحنا التي يبدو أنها أصبحت أرخص ما في الكون.