اعتبر عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار "المردة" المحامي شادي سعد أن تيار "المستقبل" وفريق "14 آذار" انكشف على حقيقته بعد الاعترافات الأخيرة للنائب عقاب صقر، لافتا الى أن هذا الفريق حاول ولفترة 7 سنوات ان يطبع في ذهن اللبنانيين صورة ناصعة عنه ليتبين اليوم مدى قتامة صورته. وقال: "ارادونا ان نصدق ان شعارهم هو عبارة عن غصن زيتون يشير الى توقهم الى السلام فتبين ان شعارهم الحقيقي هو عبارة عن بندقية وار.بي.جي. وبي.كا.سي. ومضادات .. ارادونا ان نصدق ان هدفهم فتح الطرقات ووصل المناطق ووحدة اللبنانيين فتبين ان حرق الدواليب واقفال الطرقات وتقطيع اوصال المناطق والتهديد بالفتنة هو السلاح الاحب الى قلوبهم يوم ينحشرون سياسياً".
وفي حديث لـ"النشرة"، اعتبر سعد أنّ "اقل ما يقال عن عقاب صقر انه ارتكب جريمتين: الجريمة الاولى كونه نائبا عن الشعب اللبناني عمل كتاجر اسلحة وكمحرض على القتل والعنف والحسم العسكري بدل ان يكون خير ممثل عن الشعب والجريمة الثانية وهي الاخطر كونه اخفى الحقيقة الاولى او حاول ان يخفيها لسنتين تقريباً".
توقفوا عن تصوير أنفسكم كحمائم سلام
واشار سعد الى ان حالة الارباك التي عاشها تيار "المستقبل" في الايام السابقة كانت كافية لكشف حقيقة هذا الفريق، لافتا الى ان "التناقض الكبير بين الكلام الذي قاله عقاب صقر منذ اسابيع على شاشة "المستقبل" مع الاعلامية بولا يعقوبيان قبل عرض التسجيلات ومفاده انه لا يتعاطى في موضوع التسليح ومستعد للمحاكمة في حال جلب دليل واحد ضده وكلامه بعد عرض التسجيلات يجعل من كل متردد يكتشف ان خطاب هذا الفريق حول الديمقراطية ونبذ العنف هو كلام حق يراد منه باطل".
وردا على سؤال قال سعد أنّه "ليس المهم محاكمة عقاب صقر او لا، ففي لبنان اثبتت التجارب السابقة انه تتم المساواة بين القاتل والضحية لا بل يفضّل القاتل في كثير من الاحيان". وأضاف: "المهم بنظرنا هو ان يتوقف الفريق السياسي الذي كلف عقاب صقر وتورط معه عن الاستكبار. فاذا كنتم فريق تسليح وفريق دعم للمسلحين توقفوا عن غش اللبنانيين وتصوير انفسكم كحمائم سلام".
تشبيه ما يقوم به صقر بما يقوم به حزب الله أضحكنا
اما عن موضوع تورط رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري بالملف، قال سعد: "هذا واضح تماما كون النائب عقاب صقر اعترف بصحة التسجيلات. ومجرد اقراره بها يدل على ان الشخص الذي كان يكلمه على الهاتف هو الحريري. وعندما نقل عنه انه "جانن جانن بدو يحسمها" فهو قد قدم دليلاً ساطعاً على الدور الذي يلعبه الحريري في مجال الدعم والتسليح والتدخل العسكري في الازمة السورية".
واردف قائلا: "لعل اكثر ما أضحكنا هو تشبيه كتلة المستقبل لما يقوم به صقر بما يزعمون ان حزب الله يقوم به. فعلى الرغم من ان هذا التشبيه غير ثابت بل هو مجرد اتهام الا ان التدقيق فيه وبأحسن الاحوال يهدم كل دعائم خطاب تيار المستقبل في السنوات السابقة اذ انه اليوم اصبح يشبّه الدور الذي يلعبه بالدور الذي يلعبه حزب الله بعد ان كان كل همه في السابق تصوير حزب الله على انه خارج عن القانون!!"
طلب لم تتجرأ عليه أكثر الأنظمة قمعية على مرّ التاريخ..
وفي موضوع طلب فرع المعلومات الداتا الخاصة بالرسائل النصية والفايسبوك، أشار سعد الى ان "التدقيق في مضمون الطلب الاساسي الموقع من اللواء اشرف ريفي والموجه الى وزير الداخلية يثير القلق كون المعلومات المطلوبة لا تقتصر على الرسائل الهاتفية بل تتعداها الى التطبيقات وارقام الهواتف المسجلة والرسائل الالكترونية والفايسبوك ونص المحادثات الشخصية وارقام المرور السرية لكل اللبنانيين ... !!". وقال: "ببساطة، المطلوب هو كشف اللبنانيين بالكامل امام جهاز معيّن وفريق معيّن ومراقبة تفاصيل حياتهم الشخصية بصورة لم تتجرأ اكثر الانظمة القمعية على مر التاريخ ان تطلب طلبات مشابهة في مضمونها ولو اختلفت التقنيات بسبب تقدم العصر. فهذا النوع من المراقبة يسمح بالدخول الى علاقة الزوج بزوجته والاب بابنائه والشريك بشركائه ويهدد الامن الاجتماعي. وهنا من حق اللبنانيين ان يسألوا سؤالاً وجيها: هل اذا سمحنا لجهاز امني معين ان يدخل الى حياتنا الشخصية ويكشف اسرارنا سوف يتمكن من الوصول الى كشف الحقيقة؟".
وأردف قائلا: "ربما يوافق اللبنانيون على هذا الامر في حال تأكدوا ان الوصول الى الحقيقة حتمي. الا ان التجارب السابقة غير مشجعة، ونوعية هذا الطلب غير منطقية خاصة وان المستغرب هو كم من الوقت سيستغرق مراقبة هذه الخدمات المتعددة التطبيقات التي يستخدمها اللبنانيون والتي ربما تزيد عن العشرات للمستخدم الواحد! وكم جريمة بحق اسرار الناس الشخصية سترتكب في معرض التفتيش عن حقيقة جريمة يعتقد الجميع ان من ارتكبها لم يترك ثغرة وراءه؟ "
طرابلس اليوم مختلفة عن الأمس
وتطرق سعد للوضع في مدينة طرابلس، لافتا الى أن "المدينة تعيش اخطر مرحلة من تاريخها الحديث"، معتبراً أنّ "طرابلس اليوم مختلفة عن الامس". وقال: "للاسف هذه بداية الطريق وليس نهايتها. فمن يراقب تطور الأحداث يجد ان السياسيين يفقدون زمام المبادرة في المدينة ويوضعون امام خيارين: اما ركوب الموجة المذهبية او الانكفاء. فالمواجهة مستحيلة كون من ايقظ الفتنة في هذا الظرف وبهذه الطريقة عرف جيداً ان ما من احد يستطيع مواجهتها". وأضاف: "ربما هناك غالبية صامتة ترفض الانجرار الى الملفات الساخنة محلياً واقليمياً، الا ان تأثيرها محدود في الفترة الراهنة كون ما من احد يريد سماع لغة العقل. فاذا عدنا خطوة الى الوراء، وراقبنا ما يجري بموضوعية، نجد ان الخاسر في المعركة هم العرب كون القتال يجري على ارضهم والخسائر هي منهم. وحين قصف الفلسطينيون تل ابيب للمرة الاولى واوجعوا الاسرائيليين تبارى بعض العرب والمسلمين والغرب في التسابق لوقف الحرب كون اسرائيل متضررة منها، اما ما يجري في سوريا فلا يستحق تدخل منطقي بل المطلوب استمرار التقاتل. فليشرحوا لنا الغاية من ارسال المقاتلين من الشمال الى سوريا. ولماذا لم نجد بينهم اقرباء للنواب والمسؤولين الذي يحرضون الشباب؟ ولماذا تبرأ منهم المسؤولون لاحقاً؟ وبالتأكيد نحن مع الدولة اللبنانية والوسطاء في المساعدة في عملية استعادة الجثامين من سوريا علّ هذا الموضوع يبرّد القلوب قليلا، وندعو الحكماء في طرابلس الى استعادة دورها الوطني والعربي والثقافي والانفتاحي والتعايشي المسلوب، فهي عاصمتنا كابناء الشمال، كانت وستبقى. اما ما يجري على خط جبل محسن وباب التبانة اليوم فهو مستغرب جداً خاصة وانه في الاسبوع الماضي كان اهل المنطقتين يتظاهرون معاً للمطالبة بالتعويضات. فمن هي الجهة التي تفتعل المشاكل بينهم في كل مرة يكون مطلوباً تحريك القتال؟؟"
لماذا الهروب من الحضور إلى المجلس؟
وشدّد سعد على ان الهدف من مقاطعة قوى 14 اذار للمجلس النيابي، منع تعديل قانون الانتخاب، لافتا الى ان "الجميع يعلم ان لجنة بكركي وافقت بالاجماع على مشروع القانون الذي يقسم لبنان الى 15 دائرة وفق النظام النسبي، وحكومتنا احالت مشروعاً مشابهاً الى المجلس النيايي. ومن ثم طرحت القوات اللبنانية السير بالقانون الذي عرضه اللقاء الارثودوكسي ربما بهدف حشرنا مع حلفائنا، الا اننا فاجأناهم ووافقنا ووافق حلفاؤنا على السير به. اذاً، اصبح التوافق بين الاحزاب المسيحية متوافر حول مشروعين". وتساءل سعد "لماذا الهروب من الحضور الى المجلس؟ هذا دليل على الاصرار على قانون الستين! ونحن نضم صوتنا الى دعوة العماد ميشال عون للقوات والكتائب ومستقلي 14 آذار للنزول الى المجلس النيابي والتصويت على مشروع اللقاء الارثوذكسي الذي سيحصل على اغلبية نيابية حينها. هذا واجب وطني وتاريخي كون الظرف الذي نمر فيه اليوم لن يتكرر وبالتالي لن يستطيع المسيحييون ان يقروا قانون افضل من القانونين المطروحين. فاذا بقينا على قانون الستين سيبقى الاصطفاف على حاله والبلد مقسوم بين معسكرين حول كل شيء و25 نائب مسيحي يتحكم بايصالهم الى المجلس تيار المستقبل".
من يستمع لطوني فرنجية يجد لديه رغبة في العمل على تطوير الوطن
وتطرق سعد للنشاط السياسي الذي يقوم به طوني فرنجيه سواء على صعيد قضاء زغرتا او على صعيد العلاقات السياسية على المستوى اللبناني، مشيرا الى ان "الانطباع العام الذي يتركه طوني فرنجيه في الاشخاص الذين يلتقي بهم هو انطباع ايجابي جداً". وقال: "صحيح انه يستند الى ارث عائلي ووطني وعربي كبير بناه الرئيس سليمان فرنجيه والشهيد طوني فرنجيه والاستاذ روبير فرنجيه وطوره والده النائب سليمان فرنجيه، الا ان من يستمع لحديثه يجد فيه رغبة في العمل على تطوير الوطن وفي شخصيته ما يجمع بين الحفاظ على الثوابت وتغيير الواقع الرديء. ولعل التجربة التي عاشها في الخارج اثناء دراسته اثرت فيه، فجعلته يطمح الى ان يلعب اللبنانيون الدور الفاعل في تطوير لبنان وتحديثه في وقت ساهموا كثيراً في تطوير بلدان اجنبية بفضل كفاءاتهم. اذا الامر الناقص هو معرفة استغلال الطاقات اللبنانية".