في خضمّ الشعور الوطني بالعجز والشلل والمراوحة على مختلف الصعد المؤسساتية والحياتية، وبينما يقف البلد على شفا حفرة إقليمية مشتعلة متحسّباً وحابساً الأنفاس خشية أن يلفحه لهيبها المتأجّج في سوريا، تتجه الأنظار إلى الحراك السياسي المتفاعل الذي يقوم به الرئيس سعد الحريري لخرق جدار الأزمة وتحريك المياه الوطنية الراكدة توصّلاً إلى محاصرة الشغور الرئاسي وإنهائه من ضمن تسوية ميثاقية جامعة تضع حداً لتداعي المؤسسات وتؤمن مظلة سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية للنهوض بالبلاد، وفق فحوى الاتفاق الذي حصل خلال لقائه أمس في باريس رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط. 

وأوضح المكتب الإعلامي للحريري إثر استقباله جنبلاط في مقر إقامته في العاصمة الفرنسية يرافقه الوزير وائل أبو فاعور، بحضور النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري ونادر الحريري، أنه «تم خلال اللقاء التباحث بالأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وبالأزمة السياسية المتمادية وما باتت تمثله من مخاطر جمة على ميثاق لبنان واستقراره وأمنه واقتصاده الوطني في ظل الأحداث الدامية في محيطنا العربي»، مؤكداً حيال ذلك أنه جرى الاتفاق بين الجانبين «على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإيجاد تسوية وطنية جامعة تحفظ ميثاقنا الوطني وتكرس مرجعية اتفاق الطائف وتعالج بدايةً أزمة الشغور الرئاسي وتضع حداً لتداعي مؤسساتنا الوطنية وتطلق عمل المؤسسات الدستورية وتفعل عمل الحكومة والمجلس النيابي وتؤمن المظلة السياسية والأمنية لحماية لبنان والنهوض باقتصاده الوطني من أوضاعه الحالية وتوجد حلولاً للأزمات الاجتماعية المتراكمة».

وختم البيان بالإشارة إلى أنّ الحريري وجنبلاط اتفقا كذلك «على متابعة الاتصالات مع باقي المكونات الوطنية والقوى السياسية للبحث في سبل إطلاق وإنجاز هذه التسوية بأسرع وقت ممكن».

فرنجية

تزامناً، لفت الانتباه أمس تصريح مقتضب لرئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية يحمل في طياته تأكيداً على وجوب أن يكون الرئيس العتيد للجمهورية ضامناً لمختلف المكونات الوطنية.

فرنجية، وبعد لقائه وفد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة النقيب سمير أبي اللمع، شدد على ضرورة أن يبقى لبنان منطلقاً «للتضامن بين جميع الفئات المسيحية والإسلامية»، مع تأكيده أنّ «أي رئيس سيكون له الحظ بأن يتبوأ هذا الموقع يجب أن يكون ضامناً لجميع الفئات الحزبية والسياسية والدينية وللمجتمع المدني».