للعام الثاني على التوالي، يُحيي اللبنانيون ذكرى استقلالهم في غياب رأس للدولة، ومن دون الاحتفالات التقليدية بهذه المناسبة، وفي ظلّ حالة «غير مسبوقة من العجز والشلل» على حدّ تعبير رئيس الحكومة تمام سلام، وضعت اللبنانيين في عيدهم الوطني الـ72 أمام «استقلال حزين لغياب رئيس الجمهورية عن منصّته»، حسب وصف الرئيس سعد الحريري.

وإذا كان الاستقلال الأوّل لم يمنع لبنان من أن يكون شاهداً على وصاية جديدة أو أكثر، فإنّ الثاني شهد نكسات عدّة كان أكثرها خطورة الشغور المستمرّ منذ عام ونصف العام في الموقع الأوّل الذي اعتبره الحريري «أكبر إهانة تُوجَّه إلى اللبنانيين في عيدهم الوطني». وإذ وجّه تحية الى رجال الاستقلال الأول وشهداء الاستقلال الثاني»، أكد رئيس «المستقبل» في سلسلة تغريدات عبر موقع «تويتر» للمناسبة أنّ الجيش والشرعية «ضمانة الاستقلال ورئاسة الجمهورية ضمانة الاستقرار للنظام السياسي»، مشدّداً على أنّ تهنئة اللبنانيين بالعيد «لا تكتمل في غياب رأس السلطة ورمز التوازن والعيش المشترك».

برقية هولاند

ورغم غياب الاحتفالات التقليدية بالذكرى، بفعل الشغور، حرص رؤساء الدول على توجيه رسائلهم التقليدية لهذه المناسبة، فأبرق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الرئيس سلام مهنئاً ومؤكداً أنّ بلاده «ستواصل جهودها للمساعدة على إنهاء حالة الشغور الرئاسي في لبنان». فيما حُوفظ على تقليد الاحتفال بعيد العلم مع تدشين «أضخم» علم لبناني، أمس، في نزلة فنادق «فينيسيا» و«مونرو» و«السان جورج»، برعاية سلام وبمبادرة من مؤسّس العيد وزير الاتصالات بطرس حرب، حيث ألقيت كلمات أجمعت على وجوب «الإسراع في إتمام الاستحقاق الرئاسي».