أوقف الأمن العام إرهابياً لبنانياً في البقاع، كان يتهيّأ للقيام بعملية انتحارية في جبل محسن خلال أسبوعين. سياسياً، أكّدت مصادر لـ«الأخبار» حدوث اللقاء بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية في منزل رجل الأعمال جيلبير شاغوري في باريس
استمر نشاط الأجهزة الأمنية لكشف الشبكات الإرهابية وإحباط العمليات التي تستهدف الأمن اللبناني، وسجل الأمن العام في هذا السياق إنجازاً جديداً أمس، بتوقيف اللبناني يوسف د.، المرتبط بـ«تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة»، والمكلّف بتنفيذ عملية انتحارية.
وعلمت «الأخبار» أن الموقوف في العقد الثالث من العمر، وهو واحدٌ من خلية تضمّ ثلاثة إرهابيين تنشط في الشمال اللبناني، وسبق أن تلقى دروساً دينية في مدينة طرابلس، وتمّت تعبئته للقيام بهجمات ضدّ حزب الله والأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية. وقالت مصادر لـ«الأخبار» إن «رفيقَيْ يوسف اختفيا قبل فترة قصيرة في جرود عرسال، فيما تمّ استدراجه إلى البقاع حيث ألقي القبض عليه». وبنتيجة التحقيقات، تمّ تحديد الشخص الذي جنّد يوسف وباقي أفراد الخلية، وهو لبناني من الشمال أيضاً. واعترف يوسف بأنه كان ينوي القيام بعملية انتحارية تستهدف جبل محسن في غضون أسبوعين، وأنه كان ينتظر أن يتسلّم حزاماً ناسفاً وأن يتمّ تحديد الهدف الدقيق له.
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان لها توقيفه، وأنه اعترف بـ«انتمائه إلى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وأنه كان بصدد التحضير لتنفيذ عملية انتحارية بواسطة حزام ناسف، وبعد انتهاء التحقيق معه أحيل إلى القضاء المختص».
في السياق نفسه، تجري الأجهزة الأمنية وحزب الله سلسلة إجراءات جديدة على الحدود اللبنانية مع سوريا بهدف الحد من عمليات تهريب الأفراد عبر الحدود، بعد المعلومات الأخيرة التي كشفت عنها التحقيقات في التفجيريين الإرهابيين اللذين استهدفا برج البراجنة، واعترافات عددٍ من الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية.
الذي جنّد يوسف د. وباقي
أفراد الخلية
وتعليقاً على ما بثته قناة «الجديد» أول من أمس عن التهريب عبر معبر مطربة الحدودي في الهرمل، وكيفية قيام المهرب عدنان سرور بإدخال الإرهابي إبراهيم الجمل (الذي أوقفه فرع المعلومات في طرابلس فجر يوم تفجير برج البراجنة المزدوج) من الرقة إلى لبنان عبر تدمر ثم الهرمل، قالت مصادر من المنطقة الحدودية في الهرمل، وأخرى مقربة من حزب الله، إن «تقرير القناة يتضمّن عدداً من المغالطات والافتراضات». وأشارت المصادر في مسألة الدخول من سوريا إلى لبنان، إلى أن «الإجراءات الأمنية تختلف من الجهتين، وهي في الجهة السورية غيرها في الجهة اللبنانية، وفي المناطق الحدودية غيرها في المناطق البعيدة عنها». وأشارت إلى أن الإجراءات «التي يراها البعض متراخية»، و«هي ليست كذلك»، تخضع لاعتبارات عدة. وتشرح المصادر أن «معبر مطربة الحدودي يقع فوق ساقية مياه، من الجهة اللبنانية يضبطها حاجز للجيش اللبناني، ومن الجهة السورية حاجز للجيش السوري، ويتم الدخول إلى المناطق السورية عبر المعبر من خلال البطاقات المدنية للموجودين في المنطقة نظراً إلى طبيعة المنطقة المتداخلة، فهناك من يدخل ويخرج من السوريين واللبنانيين الذين يقطنون المنطقة، وهؤلاء جميعاً باتوا معروفين لدى الحاجزين اللبناني والسوري». ولفتت إلى أن «مُعدّ التقرير دخل مع أحد الاشخاص من آل جعفر، وهو معروف لدى الحاجزين السوري واللبناني، ويمر عليهما بشكل يومي، لذلك بات معروفاً لدى الحاجزين فكان مروره يسيراً». كما أن الجولة شملت بلدة زيتا، الواقعة داخل الأراضي السورية، فيما سكانها لبنانيون، «وهم يعبرون الحدود بواسطة الهوية بعد التثبت منها، حيث يتم الدخول والخروج بشكل عادي». وأكّدت المصادر أنه «لو شملت الجولة قرى أخرى في القصير، لكانت نقاط التفتيش التابعة للجيش السوري والمقاومة ضبطتها، فالإجراءات الأمنية في تلك المناطق مختلفة كلياً، وخصوصاً أنها لا تزال تعد منطقةً عسكرية».
شاغوري جمع الحريري وفرنجية
سياسياً، لا يزال الحديث عن لقاء جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في العاصمة الفرنسية، باريس، مدار حديث في الأوساط السياسية اللبنانية. فعلى الرغم من أن مصادر الطرفين كرّرت نفيها مراراً حدوث اللقاء، إلّا أن مصادر أكّدت لـ«الأخبار» حصول الاجتماع بين الحريري وفرنجية في منزل رجل الأعمال جيلبير شاغوري في باريس، مشيرةً إلى أن «التساؤل الآن يدور حول ما إذا كان الحريري قد نسق مع السعوديين حصول اللقاء، أو لا». وتشير مصادر أخرى إلى أن «هناك نقاشاً داخل تيار المستقبل منذ فترة حول خيار القبول بفرنجية مرشحاً للرئاسة، على قاعدة أن الأخير يرضي حزب الله ويمكن الوصول إلى تفاهمات معه بخلاف الحال مع رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، الذي يمكن أن يقبل بفرنجية بدوره بديلاً منه في حال نضوج تسوية لبنانية»، في مقابل أصوات أخرى، داخل التيار، تحاذر السير بخيار فرنجية لقربه من الرئيس السوري بشار الأسد». فيما تقول المصادر إن «بعض الجهات داخل المستقبل تراهن على شقاق بين عون وفرنجية، والتسبب بإحراجٍ كبير لحزب الله»، وهو ما كانت جهات في 8 آذار قد نبّهت فرنجية إليه. كذلك طرحت مصادر في تيار المستقبل تساؤلات عن جدوى اللقاء، وما إذا كان الحريري قد نسّقه مع السعودية، فيما جزمت مصادر في 8 آذار بأن فرنجية لا يُقْدِم على خطوة مماثلة، من دون تنسيقها مع حلفائه، وأولهم الرئيس نبيه بري، وخاصة أن الأخير تربطه علاقة وثيقة بشاغوري.
يُذكر أن في تيار المستقبل شخصيات تروّج لإمكان القبول بفرنجية رئيساً للجمهورية، فيما تؤكد شخصيات أخرى في 14 آذار، وأخرى في 8 آذار، أن المستقبل «يناور في الوقت الضائع، تماماً كما فعل سابقاً مع الجنرال ميشال عون».