رفضت الدولة اللبنانية طلباً روسياً تقدمت به البحرية الروسية الى ادارة الطيران اللبناني، باغلاق الاجواء اللبنانية لمدة 3 ايام، ابتداء من منتصف ليل امس، بسبب اجراء القوات الروسية مناورات بحرية واسعة في البحر المتوسط وقبالة الشاطىء السوري، وقد اوجدت خطا جويا آمناً من صيدا الى قبرص، كما افاد المدير العام لشركة طيران الشرق الاوسط «ميدل ايست» محمد الحوت لـ «الديار». وقال: ان «الشركة لديها واجبات امام مواطنيها ولا يمكن ان تتوقف عن الطيران». وعلى هذا الاساس لقد تعاونت السلطات اللبنانية مع السلطات القبرصية لفتح خط جوي من صيدا الى قبرص، مشيرا الى ان هذا الخط الجوي موجود وهو قديم العهد والان نعيد احياءه نظرا للظروف.
واضاف: بسبب المناورات الروسية البحرية، وبسبب الازدحام في استخدام خطوط الطيران، قد يحدث تأخير في اقلاع طائرات، ولكن لن يتوقف عملها.
وحول حركة الطيران الدولي الى مطار رفيق الحريري الدولي، قال الحوت انه لم يتبلغ من الشركات الاجنبية اي خبر عن وقف رحلاتها، الا انه مسؤول فقط عن حركة شركة طيران الشرق الاوسط لا غير.
وتعقيبا على كلام الحوت لـ «الديار»، اعلنت شركة «الميدل ايست» ان كل رحلات السبت، اي اليوم، ستقلع في مواعيدها، وبعض الرحلات إلى الخليج والشرق الأوسط ستستغرق وقتا أطول.
وكان وزير الاشغال غازي زعيتر قد عقد اجتماعا مع رئيس المطار ومدير عام الطيران المدني لدرس امكان عدم وقف الملاحة الجوية والاستعاضة عن مسلك الشمال بمسلك الجنوب فوق الصرفند.
وكانت السلطات المختصة في مطار بيروت تلقت امس برقية من البحرية الروسية تفيد بأن البحرية الروسية في صدد إجراء تمارين ومناورات بحرية بموجب احداثيات محددة، وذلك لمدة ثلاثة ايام، ابتداء من منتصف امس، وإن ذلك من شأنه ان يؤثر بشكل مباشر في المجال الجوي اللبناني وفي حركة الطيران من والى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت وفي الاجواء اللبنانية، ما يؤدي الى تعليق الحركة الجوية بشكل شبه كامل.
الطلب الروسي خلق ارباكاً لدى المسؤولين. واعلنت وزارة الخارجية انها لم تتلق اي طلب من وزارة الخارجية الروسية في موضوع الطلب من ادارة الطيران المدني عدم استخدام المجال الجوي المقابل للاراضي اللبنانية ضمن مساحة وارتفاع محددين.
وعلى الفور، اجرى الوزير غازي زعيتر اتصالين بالرئيسين نبيه بري وتمام سلام، واعلن زعيتر «اننا رفضنا طلب السلطات البحرية الروسية لما فيه انعكاس على حركة الطيران في مطار بيروت»، مشيراً إلى «اننا أبلغنا البحرية الروسية قرارنا».
أوضح أن الطلب الروسي كان بتغيير مسار الطيران المدني فوق المياه الإقليمية وليس فوق لبنان «فلا يحق لأحد أن يمنعنا من الطيران فوق أرضنا، مؤكداً أن الرفض جاء بسبب تأثر حركة الملاحة في مطار بيروت.
وأوضح زعيتر أن السلطات اللبنانية تعمل على معالجة الموضوع، مشيراً إلى أنها أبلغت رفضها في البداية بسبب عرقلة هذا الإجراء حركة الطيران، لكنه لفت إلى أن الروس مصرون ونحن نعمل على المعالجة عبر الاتصالات المدنية مع قبرص التي رفضت في البداية العرض اللبناني.
وليلاً، عقد اجتماع موسع في مطار بيروت الدولي، تم فيه الاتفاق على اغلاق مسارب الطيران الخمسة العادية التي يعتمدها لبنان، لكن تم ايجاد خط جوي آمن من صيدا الى قبرص، مع تجنب المرور فوق الاراضي الفلسطينية المحتلة لابقاء حركة الطيران عادية.
كما أفاد سفير لبنان في قبرص يوسف صدقة أن «المفاوضات بين مدير شركة الميدل إيست في قبرص الدكتور نبيل أبو جودة ومديرية الطيران المدني في قبرص، انتهت الى تحديد مسار طيران آمن للطيران اللبناني، إثر المناورات البحرية الكبيرة التي ستجريها البحرية الروسية في منطقة الشرق الأوسط، ويتحدد هذا الخط من المنطقة الجنوبية».
علما ان الطلب الروسي شمل سوريا والاردن وتركيا واسرائىل.
الاجراءات الامنية المشددة في الجنوب
الموضوع الامني ما زال يحتل حيز الصدارة من قبل المسؤولين مع تساقط الرموز الارهابية المشاركة في تفجيري برج البراجنة. وافيد عن خطة امنية للجنوب تشمل صيدا والنبطية وصور. وقد اتخذت امس اجراءات غير مسبوقة وخصوصا على مداخل المساجد والساحات العامة.
وقد حققت الاجهزة الامنية انجازات امس، وتحديدا في طرابلس وعاليه، كما أنقذ الامن العام لبنان من تفجير انتحاري.
الامن العام احبط تفجيرا انتحاريا
«صيد ثمين» وقع في قبضة الامن العام اللبناني، في اطار الضربات الاستباقية للمجموعات الارهابية. فقد اوقف الامن العام اللبناني (ي -د) في طرابلس، على خلفية معلومات عن انتمائه الى تنظيم ارهابي والتحضير للقيام بتفجير ارهابي. وحسب المعلومات، اعترف الموقوف بأنه كان ينوي بعد اسبوعين تنفيذ عملية انتحارية. وانه كان ينتظر تحديد الهدف من قبل مشغليه الارهابيين. وقد انهى استعداداته للقيام بعمليته الانتحارية بواسطة حزام ناسف واعترف بانتمائه الى تنظيم جبهة النصرة. اما على صعيد تفجيري برج البراجنة، فقد اوقفت شعبة المعلومات لبنانياً وسورياً على خلفية التفجيرين وتم القبض على اللبناني في طرابلس. اما السوري م - خ فقد اوقف في عاليه بعد مطاردة مع القوى الامنية، وتبين انه احد مساعدي قائد عملية برج البراجنة عبد الكريم الشيخ. واعترف انه كان علم بالتفجيرين في برج البراجنة، وعلى تواصل مع الارهابي ابراهيم رايد. واشارت القوى الامنية الى ان كل المتفجرات التي نقلها رايد باتت في قبضة شعبة المعلومات.
الجيش يوقف ارهابيا في طرابلس
كما اوقفت مخابرات الجيش عز الدين حيدر من طرابلس، وهو رجل خطر، وعلى علاقة بتفجيري برج البراجنة. وتقوم وحدات الجيش بمداهمات في احياء طرابلس بمشاركة الطوافات العسكرية.
وافيد ان التنسيق الامني قائم بين اجهزة الدولة وجهاز امن المقاومة من أجل الكشف عن منفذي عملية برج البراجنة، وان عدد المعتقلين تجاوز الـ 23 شخصا، وهناك بعض الاشخاص ما زالوا موضع ملاحقة.