رغم المأساة التي أصابت قلب الضاحية الجنوبية ورغم الفاجعة التي أصابت برج البراجنة وراح ضحيتها ما يقارب الـ44 شهيدا إلا أن الرغبة في الحياة فاقت توقعات الإنتحاريين فخذلوا الأخيرين أمام جبروت عزتهم.
فالإشاعات إنتشرت بسرعة عالية والأخبار المتعلقة بوجود إنتحاريين وأحزمة ناسفة تم تداولها كسرعة البرق وكأن الهدف منها النيل من قدرة أهالي الضاحية على تحمل الصعاب والمآسي.
فالفاجعة وقعت والضاحية شوارعها خلت من المواطنين في الليل وبدأت المغالاة عبر مواقع التواصل الإجتماعي والإخباريات المنقولة شفهّيا تزداد يوما عن يوم إلا ان هذا الأمر لم يزيد سكان الضاحية إلا قوة ورغبة في التشبث بضاحيتهم.
فبرنامج هيدا حكي دخل إلى قلب الجرح وسار في برج الصمود وأثبت بتقرير تم بثه في هذا البرنامج أن "لا شيء سيثني سكان الضاحية عن الوقوف مرة أخرى"
فعند مشاهدة هذا التقرير نرى أن أكثر شباب الضاحية كانت رسالتهم إلى الإنتحاريين مختصرة بعبارة واحدة ألا وهي "آه يا هبيلي".
والجدير بالذكر أنه رغم الإجراءات المشددة على مداخل الضاحية الجنوبية من قبل قوى الأمن وعناصر حزب الله إلا أن الحياة عادت إلى البرج بمجرد إزالة آثار الإنفجار.
فمن ظن انه سيقتل الحياة في البرج كان مخطئا حيث أنه بمجرد تجولك في الضاحية الجنوبية وبالتحديد مكان الإنفجار في عين السكة تجد أن الحياة عادية فهنا رجل نظف محاله من الآثار وجلس يدخن النرجيلة وهناك شاب يحاول أن يجمع كومة من البضاعة التي لا زالت بخير ليبيعها وبمكان آخر يجتمع عدة رجال حول بعضهم يتحدثون عن الإنفجار وعن الوضع السياسي بالبلد مؤكدين بأنهم صامدون لا محال ولن يهزّهم أي تفجير مهما بلغ حجمه.
إذًا، هي الإرادة الصلبة والرغبة في التحدي ومواجهة الإرهاب أعادت الموتى في الحياة إلى الحياة وبثت في داخلهم عبق الحرية بعد ان ظن بعض المتخلفين الإنتحاريين انهم سينالون من عزيمتهم.