لبنان ليس من خارج هذا العالم، واللبنانيون الذين استشهدوا في الضاحية الجنوبية من بيروت على أيدي الإنتحاريين البرابرة، هم في مقدم الضحايا البريئة التي سقطت على أيدي "داعش" والإرهابيين.
ليست دماء ضحايا الطائرة الروسية في سيناء إلا فصيلة من دماء الضحايا التركية في تفجير انقرة قبل شهرين، وكذلك دماء الضحايا الفرنسية التي أغرقت قمة العشرين، وليس كل هؤلاء إلا شركاء الموت المتوحش الذي ضرب في ضاحية بيروت، العاصمة اللبنانية الأكثر جروحاً ونزفاً وقد كنا منذ زمن حقل التجارب الأول للتفجيرات الإجرامية تحصد الأبرياء.
ولكن أوليس من الاستسهال المقزز، ان يقف باراك أوباما ورجب طيب اردوغان مرتين في انطاليا ليتحدثا عن جرائم باريس وعن فاجعة الطائرة الروسية وعن ضحايا أنقرة قبل شهرين، من دون الإشارة ولو بكلمة الى شهداء التفجيرات في الضاحية، التي وحده عادل الجبير استنكرها في سياق جملة استنكارات عربية تضامنت مع بيروت؟
في أي حال، عندما يرتفع الصراخ وتدعو فيديركا موغيريني الأوروبيين الى توحيد صفوفهم وقواهم لمواجهة التهديد الإرهابي، الذي ضرب باريس "لأنهم يريدون تقسيمنا لكننا ما زلنا أكثر اتحاداً"، أعتقد ان من واجبنا نحن في لبنان ان نكون الأكثر اتحاداً في مواجهة هؤلاء القتلة الإرهابيين، الذين يقرعون أبوابنا، فنحن نعيش على حافة النار والاستهدافات الاجرامية أكثر من أي بلد أوروبي.
وعندما تقول موغيريني ان الهجوم على باريس ليس هجوماً على فرنسا بل على أوروبا والحضارة، لا يكفي ان يكون قد سبقها كثيرون في بيروت الى القول إن الهجوم على الضاحية ليس هجوماً على بيروت وحدها بل على كل لبنان وكل اللبنانيين، بل يجب ان نكرر ما قاله وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية هارلم ديزير: تعرضنا للضرب معاً وسنرد معاً وسننتصر معاً على الإرهاب وعلى جيش "داعش" الإرهابي، وغيره من التنظيمات القاتلة التي تحاول نقل النار السورية الى داخل لبنان، الذي بالكاد خرج من حرائق الماضي البائس الذي نعرف جميعاً أن النظام السوري هو الذي تولى إدارة تعدياته الوحشية وجرائمه المروعة، وقد تمادى في القتل والتدمير والتفخيخ والاغتيالات، وها هو "داعش" يواصل الآن مهماته مباشرة أو بالتكليف كما يرى الكثيرون ومن منطلقات سياسية ومذهبية بغيضة.
ولكن يكفي لبنان انه يبدو متقدماً في مواجهته الواعية والحازمة للإرهابيين وخططهم الإجرامية، واذا كان من الضروري توجيه التحية الى شعبة المعلومات والأمن العام وباقي الأجهزة الأمنية، التي تمكنت في يومين من تفكيك شبكات "داعش" الاجرامية، فإن المطلوب ان يخجل المستوى السياسي الذي عجز بعد أشهر عن حل مشكلة الزبالة، ليكون عند الحد الأدنى من الوعي، كي لا نتحوّل محرقة للإرهاب وكأننا مجرد نفايات... مفهوم؟
كي لا نُحرق كالزبالة !
كي لا نُحرق كالزبالة !لبنان الجديد
NewLebanon
التعريفات:
|
عدد القراء:
592
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro