يخيّم القلق من العمليات الإرهابية على معظم المناطق اللبنانية، رغم التطمينات بأن الأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها كاملة. الذعر ساد مدينة النبطية أمس بعد انتشار شائعات عن عمليات إرهابية ستستهدفها، فيما أوقف الجيش ثلاثة أشخاص في حوزتهم كمية من المتفجرات على مدخل مخيم البرج الشمالي، وعُثر على حزام ناسف وسط النفايات في معمل صيدا

 

استمرت حالة القلق الأمني أمس، مع تزايد عمليات ضبط المتفجرات والمطلوبين من قبل الأجهزة الأمنية، وتزايد الحديث عن هجمات محتملة في بعض المناطق، لا سيّما مدينة النبطية. وطمأن الوزير نهاد المشنوق، في حديث تلفزيوني أمس، إلى أن «الأجهزة الأمنية تقوم بعملها كاملاً في ملاحقة الشبكات الإرهابية»، من دون أن ينفي بشكلٍ قاطع احتمال وقوع هجمات إرهابية.

وتحولت النبطية ظهر أمس إلى ثكنة عسكرية، مع شائعات عن دخول سيارات مفخخة، وعناصر غريبين إلى المدينة. وما زاد من سرعة انتشار الشائعات، استخدام القوى الأمنية معدات كشف متفجرات وكلاب بوليسية، لم تستخدم حتى في ذروة التهديدات الأمنية التي تلقتها المدينة خلال مسلسل التفجيرات الإرهابية الذي طاول الضاحية والبقاع. ووسط الشائعات والهلع، طلب القيّمون في قصر العدل من المواطنين المغادرة بعد تعليق العمل والجلسات فيه. مصدر أمني أشار إلى أن «معلومات جدية تقاطعت بين أكثر من جهاز أمني وحزبي تحدثت عن مخطط لاستهداف قصر العدل الواقع فوق تلة في طرف النبطية ومبنى السراي الواقع في قلب الشارع الرئيسي وأهداف أخرى».

عون وجعجع لتزخيم
التنسيق حول قانون الانتخاب وإبقائه أولوية

وشهدت تجمعات النازحين السوريين في المنطقة عمليات دهم نفذتها القوى الأمنية منذ فجر أمس، وأخلي بعضها من قاطنيها. المصدر لفت إلى أن الإجراءات غير محددة زمنياً حتى الآن. وتلاقت الاجراءات الأمنية في النبطية مع توقيف الجيش لمطلوبين على مدخل مخيّم برج الشمالي في صور، والعثور على حزام ناسف داخل معمل فرز النفايات في صيدا، إذ عثر عمال الفرز بين أكوام النفايات التي أفرغتها الشاحنات على كمية من المتفجرات ودرع عسكرية وأصابع ديناميت وحقيبة فيها أسلاك كهربائية. الكشف الأوّلي رجّح أن المتفجرات غير معدّة للتفجير والهدف التخلص منها. أما في البرج الشمالي، فقد أوقف حاجز الجيش عند مدخل المخيم سيارة من نوع رينو سانترو تحمل لوحة مزورة فيها ثلاثة أشخاص بحوزتهم ثلاثة صواعق زنة كيلوغرامين وشريط لاصق يستعمل للتفجير، بحسب بيان الجيش. اللجنة الأمنية في المخيم أوضحت أن «الثلاثة هم أحمد وحسين علوية من سكان منطقة صور، يتاجران بالأسلحة مع المخيم»، وكان برفقتهما ابن المخيم الفلسطيني وسام دهويش «المعروف بنشاطه في ترويج المخدرات»، أما المتفجرات فهي من مخلفات عدوان تموز.
وليلاً، ألقى مجهولون قنبلتين صوتيتين عند مجرى نهر أبو علي في مدينة طرابلس.
سياسياً، انشغلت الأوساط بالحديث عن لقاء جمع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية برئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري في باريس، إلّا أن مصادر الطرفين أكّدت أن اللقاء لم يحصل، كذلك نفى فرنجية بلسانه الامر، مشيراً إلى أن زيارته للعاصمة الفرنسية «اجتماعية».
من جهة ثانية، لم تصل بعد المفاوضات بين رئاسة الحكومة والوزير أكرم شهيّب مع عدّة شركات تقدّمت بعروض لترحيل النفايات إلى الخارج إلى المرحلة النهائية، وكرّر شهيب بعد زيارته الرئيس تمام سلام أمس الكلام عن أن الاتفاق قيد العمل، من دون الإدلاء بتصريح تفصيلي.

 

كنعان في معراب

وفي سياق آخر، زار النائب إبراهيم كنعان موفداً من رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون منزل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والتقاه بحضور رئيس دائرة التواصل في القوات ملحم رياشي. وذكرت مصادر المجتمعين لـ«الأخبار» أن التيار الوطني الحر والقوات مستمران في تزخيم تنسيقهما المشترك، كما حصل بالنسبة إلى الجلسة التشريعية، و«هما الآن في طور الإعداد لبحث مشترك حول قانون الانتخاب على مستويين: الأول إبقاء قانون الانتخاب أولوية سياسية حالياً، وعدم تغييبه عن جدول أي حوار ثنائي أو موسع». وأشار كنعان الذي يشارك في طاولة الحوار مع عون، بعد اللقاء، إلى أن «قانون الانتخاب لا يزال على جدول أعمال الطاولة التي تضع التصور السياسي للقانون ومواصفاته التي تترجمها تقنياً اللجنة النيابية المختصة».
وقالت المصادر إن المستوى الثاني في العلاقة هو تقريب وجهات النظر بين التيار والقوات، لـ«التوصل إلى قواسم مشتركة وركائز القانون وأهدافه، وترجمة ما يريدانه تقنياً». وأضافت أنه «رغم أن الطرفين ينطلقان من القوانين التي طرحاها سابقاً، إلا أنهما جادان في الحوار من أجل التوصل الى قراءة مشتركة، وهما يدرسان خطواتهما بتأنّ في هذا الإطار».